“الآن صرت خالًا”، كتبها سليم أبو مصعب قبل 7 أشهر، عندما رزقت العائلة بالطفلة زينة، التي أصبحت ضحية غارات الأسد قبل شهرين، مع والدتها وخالتها.
سليم، من مواليد داريا 1995، من عائلة محدودة القدرة المالية (نتحفظ على ذكرها لأسبابٍ أمنية)، نشأ وتربى في مسجد أنس بن مالك على يد الشيخ نبيل الأحمر.
عرف سليم بصوته وخُلُقه، انضم إلى فرقة الإنشاد الخاصة بالمسجد، وأنشد في عدة احتفالات ومناسبات دينية جمعت أهالي المدينة، قبل الثورة.
مع انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، شارك في الحراك السلمي بمختلف أشكاله، خصوصًا الحراك الطلابي في داريا، وكان حينها في مرحلة الثالث الثانوي الأدبي.
التحق بالجيش الحر بعد مجزرة داريا الكبرى في آب 2012، ورغم رفض قائد المجموعة إشراكه في القتال لصغر سنه، إلا أنه لازم المقاتلين لينضم إليهم بعد الحملة العسكرية في تشرين الثاني 2012، ويكمل ما بقي من حياته مقاتلًا في لواء شهداء الإسلام.
العمل العسكري وضغوط المعارك المستمرة لم تمنع سليم من الاستمرار في الإنشاد بصوته، الذي ملأ ليالي المقاتلين في المدينة وآنس سهراتهم، وآخر أناشيده “شام الوجع” وهي من تأليفه وأنشدها وأنتجها مع صديقة عمار الديراني.
كما شارك في بطولة عددٍ من الأفلام القصيرة التي تحكي قصة داريا، أبرزها “الطريق إلى غزة” مع المكتب الإعلامي للمجلس المحلي، وفيلم “سنقاتل” مع المركز الإعلامي في المدينة.
فقد سليم أختيه وابنة إحداهما (زينة) جراء قصف الطائرات الحربية لمكان سكنهم بالبراميل، في حين أصيبت والدته إصاباتٍ بالغة، واستمر في القتال بعدها، حتى لحق بالعائلة إثر إصابته برصاصة قناصٍ على الجبهة الغربية، في 23 كانون الثاني الجاري.