إعادة إنتاج الائتلاف الوطنيّ السوريّ المَعايير وآليّات التنفيذ

يناير 4, 2023

دراسات

تعالج هذه الدراسة التحليلية التي يقدمها “مركز جسور للدراسات” موضوعاً شائكاً ومُعقَّداً ولازماً في آنٍ معاً، حيث شاءت الظروف الداخلية والخارجية في القضية السورية أن يكون الائتلاف الوطني هو الجهة الرئيسية في تمثيل المُعارَضة السورية سياسياً، على أنَّ مؤسسة الائتلاف تعاني من أمرين اثنين:

الأول: عوامل خارجية مختلفة الجهات والأسباب زادت من معاناة السوريين وأخَّرت الحلول السياسية وأضعفتها؛ وبالتالي أثَّر ذلك في فاعلية الائتلاف وموقعه داخلياً وخارجياً.
الثاني: عوامل داخلية ذاتية أربكت الائتلاف وأدخلته في تراكُمات كثيرة أفقدته جزءاً واسعاً من أسباب التأثير والفاعلية السياسية.

وكانت النظرة إلى الائتلاف تُركِّز على العوامل الداخلية الذاتية، وهي محلّ مسؤولية وفرصة تغيير، فقد كتب الكثير من الخبراء السوريين وغير السوريين تحت عنوان إصلاح الائتلاف، لكن بالمُجمَل نادراً ما تمَّ طرح مُقترَحات عملية، والتي تتضمن التفاصيل وطبيعة التغييرات المطلوبة وتناقش الأدوات بشكل عملي ينسجم مع فَهْم الواقع وإمكانياته، ويدرك التحدِّيَات وسُبل مُراعاتها أو مُعالَجتها جزئياً أو كلياً.

تُقدِّم هذه الدراسة التحليليّة التي ينشرها “مركز جسور للدراسات” مقترحات لإعادة إنتاج الائتلاف ضِمن عملية إصلاح واسعة تحتاجها المؤسسة، بهدف تحقيق التماسك الداخلي في بِنْيتها، وضمان قدرة العمل على مستوى التجمُّعات والأفراد، الأمر الذي بحَسَب الدراسة يقتضي إخراجاً أو إضافةً أو تعديلاً في الكُتَل، واستبدالاً في الأفراد، بناءً على شكل علمي منهجي غير اعتباطي، فالتغييرات ليست هدفاً لإظهار الاستجابة لدعوات التغيير، وإنما هي وسيلة يجب أن توصل إلى التماسك والانسجام والفاعلية.

يضع “مركز جسور للدراسات” في هذه الدراسة التحليليّة مُقترَح الإصلاح الجادّ والمؤثر بين يدَيْ أعضاء الائتلاف، والقوى السياسية السورية داخل الائتلاف وخارجه، وبين يدَي المؤثِّرين وصنَّاع القرار للاستفادة من هذه الأفكار وإدراك نوع وحجم التغيير الذي تتطلبه عملية الإصلاح المثمرة والمفيدة، مع الإيمان بقابليَّة كلِّ فكرة لإعادة البحث والتفكير والتقييم، ثُمَّ التعديل والإنضاج، ولا بدَّ أن يليها استمرار العمل بإصلاح النظام الداخلي وصولاً إلى التمثيل المناسب لسورية المستقبل.

وتقترح الدراسة التحليلية إطاراً زمنياً ومراحل عمل وآليات يُفترض أن ينتج عنها تغيير فعلي في بِنْية المؤسسة وأدائها، لتكون مناسبة للاستحقاقات السياسية المُفترَضة في المسار السياسي السوري وهي في نفس الوقت غير واجبة، لكنها استحقاقات متوقَّعة على المستوى الزمني المتوسط والطويل، ولا بدَّ من بَدْء العمل والاستعداد لها من المدى القريب.

لقراءة الدراسة بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية (اضغط هنا)

المصـــدر

المزيد
من المقالات