خمسون ألف شهيد سوري في لوحة، منعت في الأردن

مايو 12, 2023

إسلام عبد الكريم

مقالات

في لوحة تضم عددًا كبيرًا لصور شهداء سوريا، يسعى المصور تامر تركماني “لفت انتباه المغتربين السوريين وتذكيرهم بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم كي يعيشوا”، وليبق “الشهيد شاهدًا على أمانة من انتفض وثار من أجله”.

بدأ تامر، ابن مدينة حمص البالغ من العمر 24 عامًا، بتجميع صور الشهداء في 6 حزيران 2014، نظرًا “لاشتداد المجازر وارتفاع تصعيد النظام” كما يقول، حتى وصل إلى 50 ألف صورة في 9 تموز الماضي، وعمل على تنسيقها بأكبر لوحة “فوتوغرافية” يصل طولها إلى 170 متر.

ويوضح تامر لعنب بلدي أن المساعدة الأكبر التي قدمت للمشروع، هي من قبل الناس الذين استجابوا للفكرة وأرسلوا صور الشهداء الذين يعرفونهم أو أقربائهم، بينما أتم لوحده الناحية التقنية من تدقيق الصور وترتيبها على البوستر وطباعتها.

ويعتبر تامر أن العمل سيلفت انتباه الناس والهيئات والمنظمات التي تهتم بحقوق الإنسان، كما أن اللوحة ستظهر “وحشية” نظام الأسد بحق الشعب السوري.

وفيما إذا كان سيكمل مشروعه بضم أعداد أكبر من الشهداء، يقول بأنه سيتوقف عند سقف 50 ألف شهيدًا، لكن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي ينتمي إليها أيضَا، ستعمل على مشروع أوسع يضم 130 ألف شهيد، وهو عبارة عن هوية لكل واحدٍ منهم تدون فيها معلوماته وبياناته وتاريخ استشهاده.

تامر مصور ميداني قدم من سوريا إلى الأردن جريحًا، بعد إصابته في الرأس للمرة الثانية أثناء تغطية اشتباكات كتائب الحر في درعا، وكانت المرة الأولى بداية الثورة في بلده الأم حمص.

وحول الشهرة التي كسبها تامر من المشروع، يقول “أنا لم ولن أفكر بهذه الطريقة إذ بدأت المشروع من قلبي، وما سعيت وراء شهرة أو مال”، لكنه أردف أن “الصدى الذي لاقاه المشروع سيكون مشجعًا لأقوم بصناعة مشاريع مشابهة تخص القضية السورية… بالنهاية أنا أعمل لصالح بلدي سوريا”.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حددت يوم الخميس الماضي 21 آب، كونه يومًا تاريخيًا لسوريا يصادف الذكرى الأولى لمجزرة الكيماوي، لرفع اللوحة خلال اعتصام صامت أمام السفارة السورية في العاصمة الأردنية عمان وبدأ تامر ورفاقه بالتحضير للفعالية، لكن الشبكة اعتذرت لتامر قبل ساعات، لأن “السلطات الأردنية منعتهم من ذلك رغم حصولهم على موافقة مسبقة”.

لكن هذه اللوحة “لن تقف عاجزة أمام أوامر السلطات الأردنية أو غيرها، وسيكون لها نصيبٌ آخر” بحسب تامر.

المصـــدر

المزيد
من المقالات