عنوان المادة الأصلي باللغة الانكليزية: | The Guardian view on the Nobel peace prize: give it to Syria’s White Helmets |
اسم الكاتب | The guardianالغارديان البريطانية |
مصدر المادة الأصلي | The guardian الغارديان البريطانية |
رابط المادة | https://www.theguardian.com/commentisfree/2016/oct/05/the-guardian-view-on-the-nobel-peace-prize-give-it-to-syrias-white-helmets?CMP=twt_gu |
تاريخ النشر | 05 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 |
المترجم | وحدة الترجمة في مركز حرمون |
عندما تسقط قنبلة على مبنى فينهار بأكمله، مخلفة الدمار في أعقابها، يندفعون نحو الموقع بدلًا من الملاجئ. بأيديهم العارية، باحثين عن شخص تحت الأنقاض، يحاولون سحب الناجين المصدومين والجرحى، يعذبهم الخوف أنها لن تكون القنبلة الأخيرة، فقد بات معلومًا أن المدنيين لم يعودوا ضحايا جانبيين، لقد باتوا بالضبط هدف هذه الحرب.
هؤلاء المنقذون هم السوريون أصحاب الخوذات البيضاء، مجموعة من 3000 متطوع. كانوا من قبل خياطين ونجارين وطلاباً ومهندسين، أما اليوم فيكرسون أنفسهم لإنقاذ الأرواح، عندما تقوم الطائرات المقاتلة والمروحيات بإلقاء البرميل المتفجرة، والقنابل العنقودية والفوسفور وقذائف الكلور، على الأحياء أو المستشفيات. وفي الوقت الذي تستعد فيه لجنة جائزة نوبل للإعلان عن جائزة نوبل للسلام لهذا العام، فإن “الخوذات البيضاء” تستحق الاهتمام.
في دوامة الفظائع بسورية، من الصعب أن تجد أي فعل يشير إلى احترام المبادئ الإنسانية الأساسية، أو حتى كرامة الإنسان. فنظام الأسد أطلق العنان لمستويات لا توصف من العنف على الشعب السوري، مع مساعدة نشطة عبر التدخل العسكري الروسي، فضلًا عن القوات البرية الإيرانية. نمت الجماعات الجهادية، وفي كثير من الأحيان ملأت الفراغات التي خلفها المعتدلون الأقل تسليحًا ومواردًا، فيما المدنيون محاصرون في الوسط.
في حلب، يتعرض 300 ألف شخص إلى وابل من الضربات الجوية لا هوادة فيها. ويبدو أن الحكومة السورية وروسيا عازمتان على سحق حلب، معقل المعارضة الأخير، قبل أن يستلم الرئيس الأميركي الجديد مهمات منصبه. انهارت الدبلوماسية تمامًا، مع تبادل الاتهامات القاسية في الأمم المتحدة، وإخفاق محاولات وقف إطلاق النار.
هذه هي الخلفية التي يعمل فيها أصحاب الخوذات البيضاء، والذين يعرضون حياتهم لخطر كبير لإنقاذ المدنيين، مقابل راتب شهري قدره 150 دولارًا لكل عضو. مع خطر هو في الحقيقة أسوأ، حيث يلجأ من يقومون بالقصف الروتيني، إلى ضربات مزدوجة، فبعد أن تسقط الطائرات المقاتلة ذخائرها، تعود لاستهداف فرق الإنقاذ.
هؤلاء المتطوعون يعرفون جيدًا أن سياسات القوة العظمى، جنبًا إلى جنب مع سياسة الطاغية الوحشية، أوصلت سورية إلى الهاوية. ويدركون أنه من الوهم، اتخاذ إجراءات حقيقية على وجه السرعة، لإنهاء المجازر التي صارت على نطاق لم يسبق له مثيل منذ عقود. أصحاب الخوذات البيضاء يفعلون ما في وسعهم، محليًا، وعلى الغرب تقديم الدعم لهم على أقل تقدير.
ولا ينبغي لأحد أن يشعر بالدهشة، لأن بشار الأسد شبه هؤلاء الناشطين الإنسانيين بالإرهابيين، فهذا مايطلقه على كل من يعارضه.
الخوذات البيضاء إنجاز قد يبدو مثل قطرة في المحيط، لكن ما يمثلونه هائل: المرونة والشجاعة في مواجهة الهمجية. إنهم تذكير دائم بأن المستهدفين من جانب روسيا والقصف الواسع لنظام الأسد في حلب، هم من المدنيين، وليسوا إرهابيين.
“الخوذات البيضاء” تظهر أن الأعمال الفردية من الشجاعة، يمكن أن تقطع شوطًا طويلًا لمحاربة اللامبالاة. كما أنها تجسد روح المقاومة المدنية، التمسك ببعض المثل العليا للسلمية خلال الانتفاضة الشعبية عام 2011، وتجسد الشجاعة والتضامن في مواجهة الإرهاب، الذي ترعاه الدولة.
لقد فشل المجتمع الدولي تمامًا في صون حقوق السوريين، من خلال فشله في حمايتهم من الفظائع الجماعية. وجائزة نوبل للسلام لا يمكن أن تمحو ذلك. ولكن بسبب رمزيتها قد تمنح بعضًا من القوة، وينبغي الاعتراف بأن أصحاب الخوذات البيضاء، يستحقون هذه الجائزة.