رمضان الثورة الثامن.. حصار يتبعه تدمير وتهجير

نوفمبر 9, 2022

ورد فراتي

مقالات

سلسلة من المقالات لورد فراتي عن تمرحل الثورة (المقال الثامن)

منذ تحول الثورة السورية إلى الحالة المسلحة في النصف الأول من عام 2012، وفشل محاولات نظام آل الأسد في مواجهة مئات مجموعات الثوار التي حملت السلاح دفاعًا عن مناطقهم ومدنهم وبلداتهم، تراجع النظام تحت ضربات الثوار منكفئًا على نفسه أواسط عام 2012، خاصة مع تخلخل صفوفه بعد تواتر حالات الانشقاق عن جيشه ومؤسساته الأمنية، التي بدأ يعوضها بشكل أساسي من أبناء الطائفة العلوية، مع عدد من العوائل والعشائر التي تملك علاقة مصالح متبادلة مع النظام منذ نشأته.

تترس النظام في بعض المناطق التي اعتبرها إستراتيجية، خالقًا فراغًا كبيرًا على امتداد الأرض السورية سمح للثوار بتحرير مساحات واسعة من البلاد، فيما ركزت قوات النظام على حماية المناطق التي تترس فيها إضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية شرسة في عدد من المناطق التي كان واضحًا منذ البداية عدم استعداده للتخلي عنها مهما كان الثمن، ليتحول لاحقًا إلى الهجوم أواسط عام 2013 بعد دخول إيران بميليشياتها الشيعية الطائفية متعددة الجنسيات إلى جانبه، متمكنًا من احتلال عدد من المناطق، وفارضًا حصارًا خانقًا على مناطق أخرى، لتصبح سياسة التجويع منذ ذلك الحين إستراتيجية أساسية يعتمد عليها في بسط نفوذه على البلاد، وذلك بعد أن سبق له تجريبها مطلع الثورة السورية، عندما حاصرت قوات جيش نظام الأسد مهد الثورة السورية “درعا”، محاولة ثني أهلها عن ثورتهم، قبل أن تنطلق الثورة منتشرة في سوريا كالنار في الهشيم.

الحصار الأول.. حمص القديمة

بدأت حالة الحصار للمناطق المحررة مبكرًا عندما أطبق نظام آل الأسد حصاره على الأحياء المحررة في عاصمة الثورة السورية “حمص” في النصف الأول من عام 2012، بعد عدد من المجازر المروعة في المدينة التي شهدت بواكير تحول الثورة السورية إلى الحالة المسلحة مجبرةً، وبعد اقتحام قوات النظام لحي “بابا عمرو” الذي استبسل الجيش الحر في الدفاع عنه لـ26 يومًا، فشل فيها جيش نظام آل الأسد في اقتحام الحي، قبل أن يضطر الثوار للانسحاب منه مطلع شهر مارس/آذار عام 2012.

لتدخل أحياء حمص القديمة حصارًا بدأ بشكل عسكري كان فيه المدنيون يتمكنون من التنقل بين الأحياء المحاصرة والأحياء الأخرى، ثم لم يلبث أنْ يتحول تدريجيًا إلى حصار خانق، اضطر فيه ثوار المدينة أنْ يشنوا عمليات عسكرية كاملة بهدف واحد فقط هو تأمين بعض الطعام والمواد الغذائية!

ثم وبعد 700 يوم تقريبًا من الحصار قبل الثوار أنْ ينسحبوا من المدينة في مايو/أيار عام 2014، بعد أن صمدوا فيها عامين تقريبًا تحت حمم القذائف وصواريخ الطيران، وأمام جيش نظام آل الأسد وعشرات مجموعات الشبيحة والميليشيات الشيعية الطائفية متعددة الجنسيات، لينتقل ثوار الأحياء المحاصرة وأهلها إلى ريف حمص الشمالي الذي كان أيضًا يعيش حالة حصار آنذاك وسط سوريا، لكن بطريقة أهون بكثير من حصارهم في المدينة، بسبب توافر المساحات الزراعية في الريف ووجود بعض المعابر التي كانت تؤمن لأهالي المنطقة احتياجاتهم.

حالات الحصار المبكر (ديرالزور – ريف دمشق)

تمكن نظام آل الأسد في النصف الثاني من عام 2012 من إطباق حصاره على أحياء مدينة دير الزور المحررة، قبل أنْ يتمكن ثوار المحافظة من فك الحصار عنها بدايات عام 2013، لتنقلب الآية إلى حصار الثوار لأحياء المدينة الخاضعة لسيطرة النظام، لكن بطريقة مختلفة، حيث استمر الثوار طوال سيطرتهم على المحافظة الشرقية عام 2013 بالسماح للمواد الغذائية والطبية بالدخول إلى الأحياء المحاصرة، فضلًا عن سماحهم للمدنيين بالتنقل من وإلى تلك الأحياء، بعكس ما كانت قوات النظام تفعله في أثناء حصاره للأحياء المحررة، وبعكس ما فعله تنظيم داعش لاحقًا بعد احتلاله لشرق سوريا وارثًا المناطق المحررة أواسط عام 2014، حيث فرض التنظيم حصارًا خانقًا على الأحياء المكتظة بالمدنيين والخاضعة لسيطرة النظام في المدينة.

أما في ريف دمشق الغربي فقد تمكن نظام آل الأسد أواخر عام 2012 من تنفيذ حملةٍ عسكرية، فرض فيها حصاره على مدينتي داريا والمعضمية، وفيما وقع ثوار المعضمية هدنة مع نظام آل الأسد قضت بإيقاف الحملات العسكرية ضدها وإيقاف قصفها مقابل إخراجها من معادلة الصراع، وإن لم يجنبها ذلك على مدار السنين اللاحقة قصف طيران النظام بشكل متقطع، إلا أن وضع قاطني المعضمية بقي أفضل من وضع داريا المحاصرة.

المدينة التي حوصر فيها الثوار في مساحة صغيرة جدًا، متحملين القصف والتدمير والتجويع، وصادين عشرات محاولات الاقتحام التي تمكن فيها ثوارها من الثبات بشكل أسطوري، بل وشن معارك عسكرية أحيانًا هاجموا فيها تحصينات نظام آل الأسد والميليشيات الإيرانية، بشكل حول المدينة إلى أيقونة للثورة السورية.

الهدن والتسويات في محيط دمشق

مع دخول العام 2013 بات الحصار الإستراتيجية الأبرز التي اتبعها النظام في محيط العاصمة دمشق، لتتحول المناطق المحررة جميعها على تخوم العاصمة إلى مناطق محاصرة، بعد عدد من الحملات العسكرية الشرسة تمكنت فيها قوات نظام الأسد من فصل المناطق حول دمشق إلى جزر متباعدة ومحاصرة، ليكمل النظام معركته تلك بتكثيف الغارات والقصف على المناطق المحاصرة، خاصة مع فشل معظم معاركه التي حاول فيها السيطرة عليها، ليبدأ اتباع إستراتيجية جديدة منذ أواخر عام 2013 اعتمدت على فرض هدن و”مصالحات” منفردة مع كل من المناطق المحررة المحاصرة على حدة، بشروط تختلف من منطقة لأخرى، وتحقق جميعها هدفًا واحدًا وهو “تحييد خطر المنطقة على العاصمة”.

بدأت الاتفاقات من حي “المعضمية” في غوطة دمشق الغربية ضمن هدنة منفردة وقعها في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، ورغم أن الهدنة لم تنجح دائمًا في حماية قاطنيها من قصف نظام الأسد أو حتى توفير المواد الغذائية لهم عبر المعبر الوحيد الذي كان النظام يفتحه، فإنها تمكنت من إبعاد خطرها عن العاصمة وعلى الطرف الغربي للعاصمة أيضًا وبعد حصار طويل عانته مدينة قدسيا، فرض نظام آل الأسد هدنة فيها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، شملت بنودها خروج مقاتلي الجيش الحر منها إلى الشمال السوري وعدم دخول جيش النظام أو أجهزة أمنه إليها، مقابل فك الحصار عن المدينة.

أما في الأحياء الشمالية فقد وقع النظام سلسلة من الهدن بدأت في حي برزة في فبراير/شباط 2014، ليتبعها حيا القابون وتشرين في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، لتصبح بذلك هذه الجبهة المحاذية للمتحلق الجنوبي والغوطة الشرقية خالية من أي مواجهات عسكرية على مدار الأعوام اللاحقة، إلا من بعض الخروقات البسيطة.

وفي جنوب دمشق وقع النظام هدنًا مع بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا في فبراير/شباط عام 2014، ثم تم توسعة الهدن بعدها بثلاثة أشهر في مايو/أيار لتشمل أحياء القدم والعسالي، حيث شملت بنود هذه الهدن تسليم الجيش الحر في هذه الأحياء لسلاحه الثقيل، وتخيير المقاتلين بين “تسوية أوضاعهم” (بمعنى توقفهم عن كونهم ضمن صفوف الجيش الحر وعودتهم لحياتهم ما قبل الثورة) أو بقائهم في مناطقهم، وذلك مقابل فتح الطرق وإدخال المساعدات إلى هذه المناطق التي لم يدخلها نظام الأسد، مكتفيًا بالتنسيق مع لجان محلية من أهلها، ليبتعد بذلك خطر جنوب دمشق عن العاصمة إلا من أحياء التضامن والحجر الأسود (الذي سيطر عليه تنظيم داعش مطلع عام 2014) وحي “مخيم اليرموك” الذي يقطنه الفلسطينيون، حيث شهد الحي واحدة من أبشع حالات الحصار التي عاشتها المناطق المحررة، حتى اضطر أهله في بعض مراحل الحصار لأكل الحشائش والقطط.

أما شرق دمشق فقد بقيت الغوطة الشرقية تشكل أسخن الجبهات في محيط العاصمة ومصدر الخطر الأكبر عليها، ورغم الحصار المفروض عليها منذ مايو/أيار عام 2013، فقد تمكن أهلها من إيجاد مقومات الصمود داخل الحصار من خلال استثمار المساحات الزراعية وحفر الأنفاق والخنادق والأقبية فيها، حيث ضمت الغوطة ما يقارب 400 ألف مدني محاصر، في أكبر حصار شهدته البلاد بل والعالم منذ حصار سراييفو.

اتفاق البلدات الأربعة

تعتبر بلدتا مضايا والزبداني من المناطق ذات الموقع الإستراتيجي في سوريا، بسبب وجودها على الحدود السورية اللبنانية، حيث شكلت بلودان نقطة وصل بين جبال القلمون وجبال لبنان الشرقية كنقطة عبور مهمة إلى لبنان إضافة إلى قربها من منفذ المصنع الحدودي، كما تحيط بالمدينة عدد من الجبال تقع في مرتفعاتها قرى تعد من أشهر المصايف في سوريا أبرزها: بلودان ومضايا.

تعتبر المنطقة خط إمداد رئيسي لميليشيا حزب الله اللبناني، وهو ما جعل السيطرة عليها أحد أهم أهدافه بعد معركة القصير في ريف حمص، ليطلق الحزب بالاشتراك مع جيش نظام الأسد حملة شرسة للسيطرة عليها أواسط عام 2015 متمكنًا من إطباق الحصار على مدنها وبلداتها في يوليو/تموز، بعد فشله في اقتحامها مع استبسال ثوارها في الدفاع عنها، موقعين خسائر فادحة في صفوف الحزب وقوات النظام، وهو ما دفعهم لاستهداف البلدات المحاصرة بكل ما توافر من أسلحة وقذائف، وسط قطع كل طرق الإمداد عنها، الأمر الذي ترك البلدات في حالة مأساوية باتت فيها حالات الموت جوعًا شائعة.

ليأتي اتفاق المدن الأربعة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه الذي اتفق فيه “جيش الفتح” شمال سوريا مع إيران برعاية قطرية، على عمليات إخلاء للمصابين والجرحى مع إدخال مساعدات إنسانية لكل من مضايا والزبداني جنوب سوريا، وإلى قريتي الفوعة وكفرية التي يحاصرهما جيش الفتح في محافظة إدلب، إلا أن الاتفاق بقي يتعثر وسط استمرار الحصار الخانق، حتى تم الاتفاق أخيرًا بدايات عام 2017 على عملية تهجير متبادل للقرى والبلدات، بدأ تنفيذها في أبريل/نيسان عام 2017، ليخرج الأهالي ومقاتلو الجيش الحر من الزبداني ومضايا إلى الشمال السوري، ربما في أول عملية تغيير ديمغرافي تحمل صفة شرعية نوعًا ما بسبب وجود اتفاق تهجير متبادل، وهو ما جعل الاتفاق محط انتقاد كبير من كثير من ثوار سوريا.

تهجير حلب

منذ أواسط عام 2013 بدأت قوات نظام آل الأسد برفقة ميليشيات إيران معركة “دبيب النمل” لتأمين طريق إمداد للأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، التي انقسمت منذ رمضان عام 2012 إلى منطقتي سيطرة، حيث تمكنت قوات النظام – برفقة ميليشيات إيران وجيش الاحتلال الروسي – على مراحل من التقدم جنوب حلب باتجاه شرقها، حتى تمكنت بعيد رمضان عام 2016 من إطباق الحصار الكلي على أحيائها المحررة بعد سيطرتها على طريق الكاستيلو شمال المدينة، ورغم تمكن الثوار في أغسطس/أيلول من كسر الحصار وفتح طريق آخر إلى المدينة من جنوبها الغربي عبر منطقة الراموسة، فإن حلف روسيا تمكن من السيطرة على الطريق الجديد أيضًا بعد شهر من فتحه، لتعيش المدينة حصارًا خانقًا إضافة إلى حملة تدمير وحشية استهدفت المدنيين وكل المرافق العامة في المدينة مثل المشافي ومقرات الدفاع المدني، حتى أتم الحلف سيطرته على المدينة بعد قبول الثوار اتفاق تهجير يقضي بخروجهم مع المدنيين إلى ريف حلب الغربي أواخر عام 2016.

تهجير المنطقة الشرقية

أكمل تنظيم داعش سيطرته على الأجزاء المحررة من المنطقة الشرقية في سوريا في رمضان عام 2014، بعد اندلاع المواجهات بين الثوار والتنظيم شمال وشرق سوريا مطلع العام، حيث ضمت هذه المناطق معظم محافظتي ديرالزور والرقة إضافة إلى أجزاء من ريف محافظة الحسكة الجنوبي وريف حلب الشرقي، أعلن فيهما التنظيم إضافة إلى أجزاء واسعة من شرق العراق “خلافته”.

لتؤسس الولايات المتحدة الأمريكية أواخر عام 2014 “التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش”، وترعى تشكيل قوات قسد شمال شرقي سوريا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، التي بدأت بدعم من التحالف معارك السيطرة على الشرق السوري الذي تحتله داعش أواسط عام 2017، بالتزامن مع معركة واسعة أطلقها جيش الاحتلال الروسي مع ميليشيات إيران وجيش النظام بالهدف نفسه.

حيث تسابق الطرفان للسيطرة على الشرق السوري، فتمكنت ميليشيات قسد من السيطرة على محافظة الرقة وأجزاء من ريف حلب الشرقي ومعظم محافظة الحسكة، إضافة إلى أجزاء محافظة دير الزور على الضفة اليسرى لنهر الفرات “منطقة الجزيرة”، فيما تمكن تحالف روسيا من السيطرة على أجزاء محافظة دير الزور على الضفة اليمنى للنهر “منطقة الشامية” التي تضم مدن المحافظة الرئيسية، إضافة إلى معظم مساحة البادية بين جنوب وغرب سوريا وشرقها.

سببت حملات القصف الوحشية على المنطقة الشرقية أقسى حالة تهجير شهدتها البلاد، فكان على أهالي المنطقة الشرقية الخروج منها تسللًا هربًا من دوريات تنظيم داعش التي كانت قد منعت نزوح الأهالي، وفوق حقول الألغام التي زرعها التنظيم سابقًا، وتحت جحيم طيران أمريكا وروسيا، وفرارًا من ميليشيات إيران الطائفية، في رحلة شاقة سلكها الأهالي غالبًا مشيًا على الأقدام باتجاه مناطق سيطرة ميليشيات قسد التي كانت تستقبل النازحين بحواجز التفتيش ومخيمات الاعتقال الجماعي.

التغيير الديمغرافي

منذ دخول روسيا إلى المواجهة في سوريا أواخر عام 2015، وجيشها ينفذ إستراتيجية واضحة تعتمد بشكل أساسي على اتباع سياسة الأرض المحروقة، فيستهدف المدنيين بشكل أساسي داخل المدن والبلدات والمناطق المحاصرة فارضًا على أهلها قبول اتفاقات يخرجون فيها إلى الشمال السوري، الذي بدا منطقة آمنة تحميها تركيا، دون أي مقابل إلا التوقف عن القصف الوحشي.

حيث جاءت هذه الإستراتيجية تحقيقًا أيضًا لطموحات إيران في تغيير ديمغرافي، يغادر فيه أهالي المدن والبلدات السورية ديارهم، متيحين المجال لإيران بتوطين مقاتلي ميليشياتها الشيعية متعددة الجنسيات مكانهم، بحيث تتحول هذه المناطق لمعسكرات أهلية تتبع الولي الفقيه في طهران.

وقد تمكن الروس برفقة الإيرانيين ضمن هذه الإستراتيجية من تهجير أهالي داريا في غوطة دمشق الغربية وأهالي الأحياء الشرقية من مدينة حلب أواخر عام 2016، ثم أهالي مناطق وادي بردى مطلع عام 2017، ثم أهالي حي الوعر آخر الأحياء المحررة في مدينة حمص منذ مارس/آذار من العام نفسه، ثم الغوطة الشرقية قرب دمشق بعدها بعام تقريبًا، ثم ريف حمص الشمالي وسط سوريا مع أحياء جنوب دمشق في مايو/أيار 2018.

ليبرز مصطلح “الباص الأخضر” رمزًا جديدًا لمأساة السوريين، بسبب استعمال نظام آل الأسد حافلات النقل الداخلي – خضراء اللون – في نقل الأهالي ضمن عمليات التهجير.

رمضان الثورة الثامن

دخل السوريون رمضان الثورة الثامن في مايو/أيار عام 2018، بعد أن تمكن تحالف نظام آل الأسد مع ميليشيات إيران الطائفية وجيش الاحتلال الروسي من إطباق سيطرتهم على معظم مساحة البلاد، فيما كانت ميليشيا قسد المدعومة أمريكيًا تسيطر على معظم شرق وشمال شرق سوريا، مع جيوب صغيرة كانت ما زالت موجودة لتنظيم داعش في الشرق السوري، أما الثوار فباتوا محصورين شمال وشمال غرب البلاد على الحدود السورية التركية في محافظة إدلب وأجزاء من محافظة حلب، حيث باتت هذه المنطقة تضم – إضافة إلى سكانها الأصليين – السوريين الوافدين إليها مهجرين من شتى بقاع سوريا، في الوقت نفسه الذي كانت فيه مهد الثورة درعا تعيش أصعب أيامها منذ انطلاق الثورة السورية، بعد بدء تحالف روسيا اجتياحه لها، فيما بدا عملية تهجير أخرى، لإنهاء آخر المناطق المحررة خارج جزء سوريا الشمالي الغربي.

المصـــدر

المزيد
من المقالات