سوريا البلد المحروق: كتاب آل الأسد الأسود 1970-2021″ (Syrie, le pays brûlé, le livres noir des Assad, 1970-2021) كتاب صدر أخيراً بعد عمل مضنٍ وشاق استمر لنحو 5 سنوات من الجمع والتوثيق والترتيب والتدقيق والترجمة من العربية إلى الفرنسية، بإشراف كلّ من: كاثرين كوكيو وجويل هبريخت ونائلة منصور وفاروق مردم بِك.
والكتاب الضخم الذي جاء في 848 صفحة كُتبت باللغة الفرنسية وأصدرته دار “سوي” بفرنسا، يعدّ مرجعاً استثنائياً للعديد من الانتهاكات والجرائم، سواء التي مورست في سوريا قبل ثورة 2011 أو التي أعقبتها، ولم يتم تناولها وتوثيقها بالشكل الحقيقي فتكاد أن تُنسى وتمحى من ذاكرة السوريين.
“الكتاب يعيد الصوت لأولئك الذين أسكتتهم دكتاتورية حافظ الأسد وابنه بشار، وما تزال تفعل، سواء في سوريا أو في أماكن أخرى” وفق تقديم المؤرخ والناشر فاروق مردم بك. كما يوثق الكتاب الجرائم التي يرغب كثيرون في نسيانها على الرغم من صلتها المباشرة بما يصيبنا اليوم (أزمة اللجوء، أزمة الهوية، الجماعات الجهادية المتشددة، الغزو الروسي لأوكرانيا…).
ويتتبع الكتاب الأسود لآل الأسد بدقة حقائق تاريخية تتعلق بـ: الإرهاب، الاعتقالات الجماعية، التعذيب الممنهج، حصار المدن، الهجمات الكيماوية، الإبادة العرقية والدينية، “التطهير” والتغيير الديموغرافي.. مسلّطاً الضوء على جذورها الجيوسياسية والاجتماعية.
معظم تلك القضايا والجرائم وغيرها، استمد معدّو الكتاب تفاصيلها من شهادات حية وروايات وقصص ونصوص مكتوبة، وتخللت فصولَها صورٌ ولوحات فنية ورسوم ولوائح وقوائم وخرائط، منحت العمل توثيقاً أكثر دقة ومصداقية، وساهمت أيضاً في إعطاء صورة أوضح للأحداث وأسرع وصولاً إلى مضامين الكتاب، الذي يعدّ بحق أهم سجلّ أسود موثّق لعائلة الأسد كمنظومة عنف وقتل واغتصاب وتدمير وسطو ممنهج.