“الناس متعطشة للعدل، ومرت بظلم وبؤس، وتريد من ينصفها”، بهذه الكلمات عبّر قائد “لواء التوحيد”، عبد القادر الصالح، عن هموم الشعب السوري، في مقابلة متلفزة مع قناة “الجزيرة“، قبل أشهر من مقتله عام 2013.
بكلماته وغيرها من المواقف، رسّخ الصالح الصورة الثورية التي حفرها حضوره وعمله العسكري في وجدان الذاكرة الثورية، رغم مضي ثماني سنوات على رحيله، دون أن تنطفئ صورة الرمز في عيون الشارع السوري المعارض.
ويصادف اليوم الخميس، 18 من تشرين الثاني، الذكرى الثامنة لمقتل عبد القادر الصالح، بعد 34 عامًا من حياة سارت على إيقاع هادئ في بلدته مارع، بريف حلب الشمالي، عمل خلالها في تجارة الحبوب والمواد الغذائية قبل انخراطه بالعمل العسكري، منذ مطلع الثورة السورية، عام 2011.
البندقية وما قبلها
عمل الصالح بالدعوة الإسلامية في كل من سوريا والأردن وتركيا وبنغلادش، بعد إنهاء خدمته العسكرية في وحدة الأسلحة الكيميائية، التابعة لـ”الجيش السوري” قبل الثورة، وكان من أوائل المنظمين للنشاط السلمي والمظاهرات المناهضة للنظام السوري في بلدته، مارع، فلقّبه محبّوه بـ”حجي مارع”، نسبة لاسم بلدته.
بعد أشهر من اندلاع الثورة انتقل الصالح إلى العمل المسلح، واختير ليكون قائد الكتيبة المحلية في مارع، قبل قيادته مجموعة من الكتائب العسكرية في ريف حلب الشمالي، تحت اسم “لواء التوحيد”.
وصار الصالح قائدًا ومديرًا لغرفة العمليات في “اللواء”، الذي انضوى تحت رايته آلاف المقاتلين، المزودين بالأسلحة الخفيفة قبل الثقلية التي غنموها من قوات النظام.
على أكثر من جبهة
شارك “حجي مارع” في الكثير من المعارك التي شهدتها حلب، عاصمة البلاد الاقتصادية وثاني كبرى مدن سوريا بعد العاصمة دمشق، وبنمط متسارع تمكنت قوات “لواء التوحيد”، حينها، من السيطرة على المراكز الأمنية في النيرب والشعّار وهنانو والصالحين ومقر الجيش الشعبي وثكنة هنانو ومضافة آل بري، ومدرسة المشاة، ومشفى الكندي.
كما قاد “حجي مارع” معارك السيطرة على مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، ومدن الراعي وجرابلس والعديد من البلدات الكبرى في ريف حلب الشمالي، الذي كان خاضعًا لسيطرة النظام السوري.
وكان “لواء التوحيد” أول فصائل المعارضة التي دخلت إلى أحياء مدينة حلب، عام 2012، وأخرجت مساحات واسعة من المدينة بعد الريف، عن سيطرة النظام السوري، ولعبت دورًا مهمًا في الاشتباكات ضمن مناطق صلاح الدين والصاخور وسيف الدولة.