القلمون، الصخرة الأقوى في الثورة السورية، فمن بداية الثورة وحتى اليوم مازالت عصية عن النظام رغم وابل القذائف والحملات العسكرية عليها. قررنا الدخول إليها ضمن رحلة شملت معظم أماكنها، وأكثرها سخونة وأكثرها أيضا معاناة للنازحين باتت لهم المكان الأخير من نار الحرب. رحلتنا إلى القلمون، نقولها لكم بالصوت والصورة.
اليوم الأول، الوصول إلى القلمون، من هنا كانت البداية نحو الأراضي السورية، هو ليس بطريق عادي، البعض يسميه طريق الحياة أو طريق النجاة لكونه الوحيد لإيصال المساعدات نحو القلمون المحاصر، والبعض يسميه طريق الموت لكونه يتعرض للقصف بين مدفعية النظام السوري. وبعد عبور منطقة الخطر دخلنا الى مناطق القلمون المحرر ولتبدأ اول أيامنا بسوريا الجديدة، سوريا المحررة.
اليوم الثاني، الذهاب الى معلولا، الدمار في مدينة معلولا كان واضحاً، حيث وجدنا غالب المنازل والكنائس قد تعرضت للقصف، وكان القصف عشوائياً بشكل عام ويتركز على الكنائس بشكل خاص. وعند دخولنا ضمن المدينة بدأنا التصوير، لكن ضمن نطاق معين وبسرية تامة خوفاً علينا من تعرضنا لقذيفة من مدفعية النظام أو للقنص، حيث أكد لنا الثوار أن النظام يكثف قصفه عند رؤيته لأي وسائل إعلام تقوم بالتصوير ويحاول استهداف الصحفيين، وهذا ما جعلنا تحت حماية مشددة من قبل الثوار.
اليوم الثالث والرابع، رصد حالات النازحين ضمن القلمون، خلال هذين اليومين تم تصوير واقع اللاجئين السوريين في القلمون، والذين قدموا من مختلف المحافظات السورية، ولعل سكان مدينة حمص هم الغالبية، حيث لاحظنا حجم الإهمال وعدم توفر مساعدات لهم، في ظل البرد وعدم توفر مواد طبية او غذائية، وحتى مواد التدفئة التي يندر وجودها، وإن وجدت فيها مرتفعة السعر.
من خلال هذا الوثائقي حاولنا تقديم صورة شاملة عن منطقة القلمون التي تعاني الحصار والحرب، ومن واجبنا كإعلاميين أن نوصل للعالم الخارجي صوت اللاجئين السوريين وصوت الثورة، وهذا ما قمنا بفعله عبر هذه المادة الوثائقية التي نتمنى أن نكون قد قدمناها بشكلها الصحيح.