نقلت شبكة التلفزيون اليابانية “أساهي” في نشرتها الإخبارية، الاثنين 16 من تشرين الثاني، رسومًا لناشطين سوريين على جدار منزل مهدم جراء القصف في محافظة إدلب السورية تحمل صورة الفتاة اليابانية المختطفة ميغومي يوكوتا.
واختفت ميغومي يوكوتا، البالغة من العمر 13 عامًا، في 15 من تشرين الثاني عام 1977، بينما كانت في طريقها إلى المنزل من المدرسة، بعد ممارسة رياضة كرة الريشة في مقاطعة نيجاتا الواقعة على ساحل بحر اليابان.
وبعد مرور 20 عامًا، علم والداها أنها “اُختطفت من جانب عملاء من كوريا الشمالية”، وفقًا لحساب “اليابان بالعربي” عبر “تويتر”.
وتقوم الحكومة اليابانية، بشكل رسمي، بإدراج أسماء 17 مواطنًا يابانيًا مثل ميغومي يوكوتا، الذين خطفتهم كوريا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
ونشر الرسام عزيز الأسمر، الذي رسم اللوحة مع ناشطين في المنطقة، التغطية الإعلامية في القناة اليابانية المحلية عبر صفحته في “فيس بوك”.
وكان تضامن الباحث الأكاديمي إيتشيكو يامادا مع المعتقلين السوريين في مراكز الاعتقال السورية، من خلال إضرابه عن الطعام لمدة أربعة أيام أمام السفارة الروسية في برلين، الدافع الذي ألهم رسامي مدينة إدلب لتضامنهم أيضًا مع قضية تهم الرأي العام في اليابان، بحسب ما قاله الرسام والمصور السوري محمد حاج قدور لعنب بلدي.
اقرأ: أكاديمي ياباني يضرب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين
ويعتبر الاهتمام بالقضايا العالمية التي تعاني أيضًا من الاستبداد من قبل ناشطين في محافظة إدلب وسيلة مهمة لإيصال معاناة الشعب السوري إلى بلدان مختلفة حول العالم مثل اليابان، بحسب ما أفاد به محمد حاج قدور.
“نوافذ لإرسال صور حقيقية”
ويركز الرسام عزيز الأسمر (47 عامًا)، وهو من مدينة بنش في محافظة إدلب، من خلال لوحاته على الأحداث الداخلية في سوريا والخارجية في الشرق الأوسط والعالم، التي شبهها الأسمر، في حديث إلى عنب بلدي، بـ”نوافذ نرسل من خلالها الصورة الحقيقية عن ثورتنا وشعبنا التي حاول النظام وداعموه تشويهها”.
وأكد الأسمر أن اللوحات تعني فكرة واحدة، وهي أن من حق الأفراد معرفة مصير أقربائهم وأحبائهم سواء كانوا مخطوفين أو معتقلين قسريًا.
ويعمل الأسمر على بعث رسائله لتأكيد ما مفاده أن المجتمع السوري ليس بقعة مغلقة يسودها الجهل والتعصب كما تحاول كثير من وسائل الإعلام الترويج له، وتسعى جاهدة لخلق هذه الصورة النمطية السلبية تجاهه.
وحصل عزيز الأسمر على شهادته في الثانوية العامة سنة 1991، ليسافر بعدها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ويعمل هناك في دار للنشر لأكثر من 20 سنة.
ويجتمع عزيز بعد انطلاق الثورة السورية مع عدد من الشعراء والرسامين والنحاتين والإعلاميين، في مرسم متواضع بمدينة بنش، لمناقشة الأفكار والقضايا والرسومات، يترأس هذا الفريق الرسام والنحات أنيس حمدون، الذي يملك خبرة سنوات طويلة في هذا الفن.