زلفى قاطوح كاتبة كندية ذات أصول سورية مقيمة في سويسرا، ومن خلال روايتها: طالما بقي شجر الليمون، تسرد قصة مؤثرة تفطر القلوب تدور أحداثها حول سلمى قصاب، وهي فتاة تحاول أن تهرب من سوريا عقب قيام الثورة فيها برفقة صديقة لها كانت حاملاً.
وعلى الرغم من أن شخصية سلمى خيالية، إلا أنها تمثل شخصيات سورية حقيقية لم تسرد قصص حياتهم خلال الحرب السورية المستمرة، فعند مرحلة من مراحل هذه القصة، تلاحظ سلمى بأن العالم خارج سوريا لا يعرف أي شيء أو لا يهتم بالفظائع والجرائم التي ترتكب على التراب السوري، ولهذا من المأمول أن تقوم هذه الرواية بنشر الوعي قدر الإمكان.
تقوم هذه الرواية على سرد جميل لا يهبط لمستوى الهشاشة، بل يجعل من القصة قصة متينة ومحبوكة. وقد نجحت الكاتبة، من وجهة نظر الكتابة الإبداعية، بخلق حالة متصاعدة من التوتر وذلك من خلال عدد من المشاهد التي قدمتها بحرفية عالية بعد اطلاعها الكبير على الأحداث وذلك عند اكتشاف سلمى لواقعها وسعيها من أجل نيل حريتها. وإلى جانب سلمى التي تعتبر بطلة الرواية التي يحبها الجميع، ثمة مجموعة من الشخصيات التي تساعد على نفخ الروح في تلك الحكاية، إذ تسبغ ليلى، وهي صديقة سلمى وزوجة أخيها، لحظات خفيفة من الراحة على تلك القصة، وقد تم تصوير الرابطة التي تربطهما على أنها علاقة صداقة نسائية متينة وإيجابية في الرواية.
بعد ذلك تأتي شخصية كنان، ذلك الشاب المحافظ الدمث والمفكر، الذي يتمنى الخير لسلمى بحق، ولذلك تصبح العلاقة العاطفية التي تنشأ بين سلمى وكنان عضوية وتحول هذه الرواية إلى قصة عن الحب والأمل، بقدر ما تسرد عن الواقع المظلم لبلد هدته الحرب.
وهنالك شخصية أخرى لا بد من الحديث عنها، وهي شخصية خوف، وهي عبارة عن رفيق تتخيله سلمى ليغذي شكوكها ويتلاعب بقرارتها، إذ تشتمل تلك الشخصية على طريقة آسرة اعتمدت عليها قاطوع للبحث في تبعات الحزن على الصحة النفسية، ولتعبر عن مدى عمق حزن سلمى وألمها.
على الرغم من أن رواية طالما بقي شجر الليمون تعتصر القلوب، فإنها تشتمل على لحظات من الجمال الخالص، كما أنها لا تنتهي بإحساس القارئ بأن عواطفه استنزفت أو بفقدانه للأمل، على الرغم من وجود بعض المقاطع التي تحتوي على مواجهات صريحة. إلا أن هذه الرواية عبر تمثيلها الدقيق لوجوه من الحرب السورية التي ماتزال مستعرة، تسمو فوق كل رسائل الحب الموجهة إلى سوريا وتعلو فوق كل الأصوات التي تعبر عن الشعب السوري.
المصدر: Glam Adelaide