12 فبراير, 2017

معركة “الموت ولا المذلة”

المنشيه، درعا، سوريا

معارك

معركة أطلقتها فصائل الثورة في درعا لصد هجوم قوات النظام على منطقة الجمرك القديم

أعلنت فصائل منضوية في غرفة عمليات البنيان المرصوص يوم الأحد 12 من شباط/ فبراير 2017 انطلاق معركة تحت مسمى “الموت ولا المذلة” لصد هجوم قوات النظام وحلفائه على منطقة الجمرك القديم واستعادة الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في درعا البلد وأهمها حي المنشية الحصن الحصين لقوات النظام في المكان.

الفصائل المشاركة شكلت غرفة “البنيان المرصوص” دون ذكر اسم لأي فصيل مشارك في العملية كبُر أو صغُر، وتضم غرفة العمليات جميع الفصائل المنضوية في القسم المحرر من مدينة درعا.

ابتدأت الفصائل المعركة بعربتين مفخختين استهدفتا مواقع قوات النظام في حي المنشية، تسببت بمقتل وجرح عناصر من النظام والمليشيات المقاتلة معه، بالإضافة إلى تفجير نفق تحت مركز لقوات النظام في الحي.

وعن هدف العملية أفاد “أبو شيماء” مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات “البنيان المرصوص” أن العملية العسكرية التي أطلقتها الفصائل الثورية في درعا البلد جاءت لإبعاد شبح القصف اليومي الذي لم يتوقف رغم الهدنة وعمليات وقف إطلاق النار في عموم سوريا برعاية الضامنين روسيا وتركيا وإيران، وردًا على محاولات قوات الأسد مؤخرًا بالتعاون مع مليشيات إيران الوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن والسيطرة عليه، حيث يعتبر الرئة الاقتصادية المهمة في سوريا والذي يسعى النظام من خلاله إلى تحسين الاقتصاد السوري المتهالك.

وحسب مراقبين فإن انطلاق المعركة جاء بعد محاولة النظام للسيطرة على المعبر الحدودي مع الأردن، من أجل إعادة إنعاش اقتصاده المتهاوي، وبدأ بالمعركة مستخدمًا القصف التمهيدي بالصواريخ والغارات الجوية على المعبر والقرى المحاذية له، لذا سارعت فصائل “الجبهة الجنوبية” والثوار إلى قطع الطريق على النظام، والرد على خروقاته، بإعلان بدء معركة “الموت ولا المذلة” الهادفة إلى تحرير حي المنشية.

تمكنت الفصائل من السيطرة على عدد من الأبنية والكتل الاستراتيجية التي ظلّت لخمس سنوات تحت سيطرة النظام، ومنها كتلة النجار، الحصن المنيع لها في الحي، وحسب غرفة العمليات فإن المعارضة تمكنت من السيطرة على ما يقرب من نصف حي المنشيّة تقريبًا، وبقي بيد النظام نقاط رئيسية هي نقطة الإرشادية وحاجز أبو جمرة وحاجز السلوم.

ساهمت إيران في المعركة مع قوات النظام السوري من خلال ميليشياتها الموجودة في درعا إذ نعت وسائل إعلام إيرانية القيادي في مليشيا الحرس الثوري الإيراني الرائد “مصطفى زال نجاد” الذي قتل على جبهة المنشية.

أفادت غرفة “البنيان المرصوص” بتلقيها اتصالات من الجانب الأردني طلب فيها وقف المعركة، من دون تقديم أي بديل للمعارضة، وتبرير ذلك بـ”ضرورة الحفاظ على العملية السياسية وبقاء الأردن كطرف ضامن للمعارضة”، وأشار مدير المكتب الإعلامي للعملية بأن “الضغوط الإقليمية لا تعنينا” وأكد على “استمرار المعركة لتحقيق أهدافها”. ويعد حي المنشية في درعا البلد معقل للنظام ومليشياته وخط الدفاع الأول عن مركز مدينة درعا ويعتبر أكبر أحياء درعا البلد وأهمها والمطل بشكل مباشر على درعا المحطة وعلى مبنى الأمن العسكري واللواء 132، فالحي يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة للنظام ما يحتم عليه خوض معركة استبسال لا رجوع عنها، فخسارته للحي تعني أن استعادته ستكون غاية في الصعوبة بسبب تضاريس المنطقة حيث سيصبح “وادي الزيدي” هو الفاصل بين درعا المحطة وحي المنشية، وهو ما يفسر استقدام النظام تعزيزات كبيرة من مدينة إزرع القريبة من درعا في محاولة منها لاستعادة المناطق التي خسرتها خلال المعركة. أما بالنسبة للفصائل فهي تفتح لهم السيطرة النارية على أحياء درعا المحطة حيث توجد الأفرع الأمنية ومباني المحافظة الحكومية وربما السيطرة على مدينة درعا بشكل كامل.