عندما دخل الثوار مدينة حلب في يوليو \ تموز عام 2012 مطلع شهر رمضان، تمكنوا من تحرير أحياء حلب الشرقية بشكل كامل إضافة إلى عدد من أحياء المدينة الشمالية، فيما بقي معظم القسم الغربي من المدينة تحت سيطرة نظام آل الأسد، بينما شكّلَت “أحياء حلب القديمة” منطقةً تنازَع فيها الطرفان سيطرتهما عليها، حيث ارتسمَت داخل هذه الأحياء خطوط جبهات طويلة كان ضمنها “الجامع الأمَويّ” -أو الجامع الكبير- في حلب، والذي يُعتبَر مع قلعة حلب أهمّ معالم المدينة التراثيّة، حيث كانت قِبليَّةُ الجامع (طرفه الجنوبي) تحت سيطرة الثوار، بينما كان رواقه الشمالي الذي تقع فيه مئذنة المسجد الشهيرة منطقة جبهة، يتمركز فيه أحياناً الثوار، ويتسلَّل إليه في أحيان أخرى جنود النظام وشبيحته في الأشهر الأولى للتحرير، قبل أن يتمكّن الثوار من إحكام سيطرتهم على كتلة المسجد بشكل كامل، حيث يُشرِف القسم الشمالي للمسجد على سوق الزهراوي ودوار السبع بحرات، الذي حافظ النظام على سيطرته عليه.