قبل ثلاثة أعوام، لم يكن احد يعلم ان خربشات أطفال ستشعل فتيل ثورة ، و تبدل تاريخ بلد لا بل تاريخ المنطقة، خربشات كانت بمثابة النقطة التي افاضت كأسا من الظلم و الدكتاتورية تجرع منه السوريون على مدى سنوات خلت— القمع الذي جوبه به أهالي درعا عندما طالبوا بإطلاق سراح أطفالهم من سجون الأسد، و رد محافظ درعا على احد المشايخ بالقول عليكم ان تنسوا اطفالكم … انجبوا غيرهم و ان عجزتم اعطونا زوجاتكم فنتكفل بهن عبارات شكلت بداية النهاية. الكثيرون توقعوا تبريرا او اعتذارا من الأسد الا ان النتيجة كانت عكس ذلك مجرد خطاب فارغ و مجرد حديث عن مؤامرات خارجية و كونية تحاك ضد سوريا في تحد غير مسبوق واجه السوريون و بصدور عارية اطلاق الرصاص و كل حملة قمع شهتها بلدة او قرية سورية كانت تقابلها مظاهرة تنادي برحيل الأسد و إسقاط النظام.
انشقاقات بالجملة هزت تركيبة الجيش السوري الذي و رغم نفي تعرضه لأي نكسة الا ان الحديث عن مده بالدعم الإيراني و العسكري و اللوجستي من قبل حزب الله في ما بعد اثبت العكس تماما. تأسيس الجيش الحر و الذي تزامن مع مطالبات دولية برحيل الأسد والحديث عن دعم المعارضة و الثوار في سوريا حول مسار الثورة السلمية و تحولت الأنظار الى البلدات و المناطق السورية التي شهدت اعتى المواجهات بين جيش الأسد و ما بات يعرف بالجيش السوري الحر، كيان عسكري تبعته ولاده كيان سياسي معارض تمثل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة مع بداية العام 2014 اتخذ المسار العسكري لثورة الكرامة منحى جديد مع دخول تنظيم داعش على خطها فتحول قتال الثوار من مواجهة نظام الأسد الى مواجهة على خطين مسار يجزم المراقبون اثبت من جديد لفظ الكيان السوري الثوري لكل ما هو متطرف و لكل ما يتنافى مع مبادئ الثورة و أسباب انطلاقتها و من هنا كانت التظاهرات ضد داعش و قبلها ضد المجتمع الدولي المتخاذل بعين الثوار و المعارضة غير الموحدة على هدف واحد يخدم الثورة (خلصت) عبارة رددها الكثيرون بعد انطلاق اول مظاهرة في سوريا اليوم و بعد ثلاث سنوات قد يسأل الكثيرون عن مآل هذه الثورة و منتهاها قد يصاب الكثيرون بخيبة املو يبحث آخرون عن حلول وسطى و تسويات تضع حدا لشلال الدم المستمر ، و قد تتصاعد مخاوف كثيرون مما هو قادم لكن ما هو اكيد ان ثورة الكرامة في سوريا اذاقت كل سوري طعم الحرية، حرية قطعا لن يسمح لاحد بان ينتزعها منه من جديد.