كانت معركة “الحسم” لمطار منغ ليست كبقية معارك حلب وريفها، نظراً لتمركز حواجز النظام والقوات المنسحبة من مدن وقرى الريف الحلبي في محيط المطار وداخله، حيث بلغ عدد قوات النظام بشكل تقريبي 1200 مقاتل، إضافة لما يقارب أربعين دبابة، وتسع طائرات مروحية، ليقوم الثوار بفرضِ طوقٍ عسكريٍّ على المطار مع بداية عام 2013، تمهيداً لاقتحامه، والسيطرة عليه، بمشاركة خمسة آلاف مقاتل من أبناء منّغ واعزاز وتل رفعت وحيّان والحفة في ريف اللاذقية، وثوّارٌ من محافظاتٍ سوريّة أخرى.
بدأ الثوار معارك السيطرة باقتحام الكتائب المحيطة بالمطار، والتي كانت تعتبر خط دفاع متقدم عنه، كانت أبرزها كتيبة الدبابات في العلقمية وكتيبة تل عجار وبعض النقاط العسكرية المتقدمة خارج المطار.
لم تستغرق السيطرة عليهم الوقت الطويل ليشتد الخناق على المطار وتصبح المعارك على أسواره.
كانت المعارك طوال فترة الحصار شبه يومية، تُستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة والذخائر المتوفرة لدى الثوار، في حين لم يدخر النظام جهداً في استخدام طائرات الحربية، وأبرزها ميغ ٢٣ والسوخوي بشكل يومي، إضافة لصواريخ السكود من نقاطٍ عسكريّة في دمشق، وقذائف الفوزديكا من مدفعية الزهراء غربَ حلب، وقُدِّر عدد الغارات الجوية التي استهدفت المطار ومحيطه بألفٍ ومئتي غارة، تركزت معظمها على بلدة منغ، كونها الجبهة الأوسع في المعركة ونقطة انطلاق الهجمات نحو المطار.
خلال المعركة شهدت مدينة اعزاز مجزرتين بقصفٍ جوّي للطائرات الحربية، كانت إحداهما في سوق الأكراد وسط المدينة، متسببة بمقتل وإصابة العشرات من سكّان المدينة.