في جمعة “دمشق موعدنا القريب” الموافقة للخامس والعشرين من أيار 2012 وقعت مجزرة مروعة في الحولة التي تبعد 20 كم شمال غربي مدينة حمص.
رغم صلابة قلوب أهالي المنطقة والثوار الذين خبروا بطش النظام وتعايشوا مع طقوس سفك الدماء التي يمارسها “شبيحة الأسد” منذ الأيام الأولى لخروج التظاهرات المناهضة للنظام ، إلا أنه لم يكن مستغرباً يوم المجزرة، أن تهتز أيدي الناشطين وأهالي الحولة أثناء حملهم أجهزة هواتفهم المحمولة ليصوروا ويوثقوا صور مجزرة مروعة راح ضحيتها 116 شهيداً و300 جريح. كانت صور الأطفال المذبوحين بالأسلحة البيضاء بينهم هي أكثر ما يصفع الضمير الإنساني!
قبل المجزرة بساعات قام السكان بإرسال نداءات استغاثة للعالم ومنظمات المجتمع الدولي محذرين من نوايا قوات النظام القيام بهجوم وشيك، وكان عناصر من بعثة تضمنت 300 مراقباً دولياً لـ “هدنة وقف النار” المعلنة منذ 6 أسابيع قبل تاريخ المجزرة موجودين في المنطقة وقد غادروها عندما بدأ القصف، بحجة أن النظام لم يسمح لهم بالتواجد بذريعة الاشتباكات الدائرة والتي ستشكل خطراً عليهم، وكشف عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله أنه اتصل بالمراقبين الدوليين مساء الجمعة لتدارك الوضع فوجدهم نائمين، وتوسل إليهم أن يهبوا لنجدة أهل الحولة وأن يتوسطوا لدى النظام لإيقاف القصف لنصف ساعة فقط، بيد أنهم لم يستجيبوا وأخبروه أن “نظام بشار الأسد يمنعهم من التحرك ليلا”.
بعد القصف العنيف الذي تعرضت له الحولة وتحت غطاء ناري من قذائف دبابات الجيش السوري حسبما أكد الجنرال “روبرت مود” رئيس بعثة المراقبين الدولية، قامت مجموعة من الشبيحة من القرى العلوية المجاورة للحولة (القبو والشرقلية والقناقية)، مدعومين بقوات من الجيش النظامي باقتحام المنطقة ودهموا بيوت المدنيين وقتلوا كل من وجدوه فيها من رجال وأطفال ونساء ذبحاً بالسكاكين وبأدوات حادة أدت إلى تهشيم الرؤوس بوحشية مفرطة، حينها أكد الجنرال مود مقتل 92 شخصًا في الحولة من بينهم أكثر من 30 طفلًا، إلا أن المجلس الوطني السوري المعارض أكد أن عدد ضحايا المجزرة فاق 110 أشخاص، نصفهم من الأطفال.