يروي الفيلم الوثائقي «درب الحرية.. بوصلة الثورة»، يوميّات معيشة من واقع عاصمة الثورة السوريّة، وهي المدينة التي اختزلت مسار الثورة وشهدت شوارعها وأزقّتها تاريخًا كتبه أبناؤها الأبطال، ما جعلها تعبر رمزيًا عمّا حدث في سوريا خلال السنوات الماضية.
ويسلط الفيلم الضوء على حمل أبناء حمص السلاح في وجه آلة القتل التي كان يوظفها النظام السوريّ على مظاهراتهم السلميّة المطالبة بالحريّة والكرامة والديمقراطية، وحفاظهم على مسار ثورتهم رغم اضطرارهم للدفاع عن أنفسهم بالقوة.
ويتميز هذا الفيلم بخصوصية فريدة، ذلك أن أبطاله أشخاص حقيقيون، منهم من قتل، ومنهم من هُجّر، ومنهم من اعتقل، أما البقية فما زالوا يقاومون في سوريا. ويوثق الفيلم صراعاتهم التي عاشوها وواكبتها أفئدتهم وعقولهم، ويعكس رؤيتهم للأحداث التي غيّرت المسارات والتوجّهات في هذه المدينة.
الأكثر من ذلك، أن كل أغنية في الفيلم تعكس مرحلة معينة من الثورة يتم توثيقها بشكل مبسط مع صور أرشيفية، ولقاءات مصغرة مع مختصين في الشأن السوري أو ناشطين من حمص، بل أن جميع الأغاني مأخوذة من قصائد شعبية مشهورة في حمص، وأٌعيد تلحينها ومنحت الفيلم روحًا ورونقًا، فضلًا عن تكرر الهتافات الحماسية التي تثير عاصفة من المشاعر مثل: «حرة وعزيزة هالبلد تكبر معاليها، ما همها جور العدا ولا هابت الإجرام، مع كل دم انسكب أجيال تحييها، شوفوا حمص يا ناس، فيها الوفا قوام».
وبين كل أغنية والأخرى، تحدث قفزة زمنية في أحداث الفيلم وتوثيقه للأحداث في حمص، فمن جمعة الكرامة الأولى إلى إضراب الكرامة الذي جعل المدينة صاحبة أطول إضراب في تاريخ البلاد، إلى خروج أحياء المدينة واحدًا تلو الآخر عن سيطرة النظام بما في ذلك الأحياء الغنية والفقيرة دون تمييز طبقي.