تمتلك الأطراف المختلفة في سورية مُقارَبات متنوّعة لأهداف عملية التعافي وكيفيّة تطبيقها، ويسعى كل طرف بشكل عامّ لتحقيق مصالحه بناءً على تثبيت النفوذ الحالي وضمان خروجه من المرحلة الراهنة بأفضل مكاسب ممكنة.
ويكمن التحدي الأبرز في قدرة المانحين على تطبيق عمليات تعافٍ مبكر تصبّ في صالح الفئات المتضررة لا الأطراف الفاعلة، فعملية التعافي المبكر هي جسر بين الاستجابة الإنسانية للأزمة من جهة وقيام عملية التنمية من جهة أخرى، وتساهم مرحلة التعافي المبكر في تطوير اعتماد المجتمعات المحلية على نفسها وتطوير قدرات الأفراد والمؤسسات نحو الاستدامة في الموارد.
بالتالي، إنّ السعي الدائم من قِبل القوى الفاعلة في سورية لتوجيه العمليات الإنسانية والتنموية وما بينهما لصالح تحقيق أهدافهم يتنافى بشكل من الأشكال مع عملية التعافي المبكر التي يجب أن تركز على تطوير قدرة المجتمعات للاعتماد على نفسها.
وقد سعت هذه الدراسة إلى وضع تعريف شامل للتعافي المبكر وتحديد أطرافه الرئيسية في الحالة السورية وأهداف كل طرف من وراء الانخراط في هذه العملية وتحديد مُقارَبات الأطراف لها وشكل مُخرَجاتها النهائية.
وتحاول هذه الدراسة رسم إطار عامّ لعملية التعافي المبكر، ووضع محددات رئيسية لتحقيق أهدافها بناءً على التعريف الشامل لها في الحالة السورية، ثم تخلص لوضع جملة من الوصايا وتحديد الأولويات التنفيذية لها، للوصول إلى إطار عامّ لبرنامج تطبيقي يصبّ في مصلحة الفئات المتضررة.
لقراءة المادة بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية (اضغط هنا)