مع مرور عشرة أعوام على الثورة السورية، وخروج مظاهرات في معظم المحافظات السورية تنادي بالحرية والكرامة وانتهاء حكم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومع تغير الظروف الحالية في سوريا، حاول برنامج “صدى الشارع” المُذاع عبر راديو “روزنة” البحث فيما إذا طرأ تبدل على مفاهيم الحرية وتبنيها وفهمها؟ وما يجب على الشعب السوري فعله لتحقيق مطالب الحرية والكرامة والعدالة؟
واستضاف البرنامج مُشاركين بالحراك السلمي في مدينتي القامشلي وإدلب، للنقاش حول ما إذا كان الشعب السوري حتى اليوم يطالب بالحرية؟
أزمات حالية
الناشط المدني في مدينة إدلب سطام الأطرش، يرى أن من الأمور التي خسرها السوريون في الثورة “الأفعال”، إذ “استمر السوريون بإطلاق الأقوال والتصريحات بشكل نظري، دون أفعال واقعية تفيد الثورة السورية”.
ودعا إلى ضرورة العمل الجماعي، ما يؤثر بشكل إيجابي على مسار الثورة السورية، لافتًا إلى أن دخول روسيا وإيران إلى سوريا “منع بلورة فكرة الحرية والكرامة والعيش الكريم”.
وقال الأطرش، إن سياسة “تكميم الأفواه” ما زالت قائمة في سوريا، مع امتلاء السجون في كل المناطق السورية بالمعتقلين، على يد جميع أطراف الصراع.
أما الناشط الإعلامي بشار الشيخ، فاعتبر أن “عدم وجود كيان سياسي موحّد للفصائل أثّر بشكل سلبي على مسار الثورة، وحال دون وصولها إلى أهدافها بتحقيق العيش الكريم”.
ووجه البرنامج استطلاعًا لبعض السكان في محافظة إدلب، حول ما إذا تحقق التغيير الذي طلبه السوريون منذ 2012، وأجمع المستطلَعة آراؤهم على النفي، “بسبب تحكم جهات خارجية في الملف السوري”، معتبرين أن التغيير الحاصل، حتى اليوم، لم يلبِّ مطالب السوريين.
“تبدد مفاهيم الثورة”
الناشط المدني في مدينة القامشلي آزاد عمر، يعتبر أن “القرار سُلب من الشباب الثائر، ومفاهيم الثورة تبددت، وأغلب الفصائل المسلحة استولت على القرار السياسي”، على حد قوله.
ولفت إلى أن المعارضة حاليًا لا تمثّل إرادة جميع الطوائف والقوميات، “فالشعب في مكان والمعارضة في مكان آخر”.
وأضاف الناشط عمر أن “ممثلي الثورة حاليًا فُرضوا بأجندات إقليمية ودولية خارجية، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن من يمثلون الثورة السورية “قلّة”، وأن هناك فرضًا للمعارضين من دول خارجية “بينما ممثلو الشعب مغيبون عن الحوارات حول الأزمة السورية”.
لكنه يرى أن “الشعب السوري قادر على إحياء الثورة، لامتلاكه الخامات الثقافية والسياسية التي تستطيع تمثيل إرادته وأهدافه”.
من جهتها، ترى الناشطة في مدينة القامشلي حياة كجو، أن الثورة سلمية، لكنها أُخرجت عن طابعها إلى “العسكرة” و”الأسلمة”، إلى تدخل قوى إقليمية آزرت النظام السوري و دعمته، على حد قولها.
وأضافت كجو أن “المال السياسي أخرج الثورة عن طابعها السلمي”.
الناشط المدني آزاد عمر، قال إنه “بعد مرور عشر سنوات وخذلان المجتمع الدولي، تغيرت المفاهيم والشعارات، وباتت عيون الثائر حاليًا تشي بالخذلان”.
أما الناشطة كجو فترى أن المعارضة حاليًا “أغلقت الباب في وجه طموحات الشعب السوري”، وأنه “لا بصيص أمل بتحسن أوضاع المخيمات رغم عقد المؤتمرات واللقاءات”، مضيفة أن “حل الأزمة السورية منوط بالحل السياسي، وتدخّل الدول الكبرى”.
أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين راديو “روزنة” و”عنب بلدي”.