ظهرت نظرية باريتو على يد عالم الاقتصاد الإيطالي فيلفريدو باريتو، قام هذا العالم بتطبيق عدد كبير من الدراسات والأبحاث ليتوصل في النهاية إلى نتيجة مهمة تسمى بمبدأ باريتو أو مبدأ 80/20، وأثبت من خلالها أن 80% من النتائج سببه 20% من الجهد، فعلى سبيل المثال نحن ننجز 80% من عمل ما بـ 20% من الوقت، 80% من أسباب المشكلة يمكن حلها بتجاوز 20% من أسبابها، 80% من التكاليف ناتجة عن 20% من المواد المستخدمة، 80% من الأرباح ناتجة عن 20% من المنتجات… والأمثلة على ذلك تطول.
بالتأكيد فإن هذه القاعدة ليست ثابتة، فالنسب قد تزيد أو تنقص من مجال لآخر، ولكنها تبقى ضمن حدود قريبة من 80/20، وكذلك أيضًا هي لا تعني إهمال النسبة الصغيرة وهي 20%، وإنما الهدف منها هو تحديد أماكن تركيز جهودنا وما هي النقاط ذات الأهمية النسبية الأكبر والتي لابد من شروع عملنا بها.
نظرية باريتو وتطبيقها في الثورة السورية
كل ذرة تراب في سوريا ذات أهمية كبيرة، ولكن 20% فقط من الأراضي السورية هي التي تشكل أساسًا للنصر، إذ يجري بذل الكثير من الجهود على الإطار الإنساني والإطار العسكري في سوريا وينطبق عليها قاعدة 80/20، ففي وضعنا السوري نجد أن الثورة بذلت الكثير من الجهود العسكرية في المناطق الشرقية والمناطق الشمالية، وهي مع الأسف لن تحقق أكثر من 20% من أهداف الثورة بينما كانت هذه الجهود أكثر تواضعًا في دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية، مع العلم أن النجاح في جبهات العاصمة وجنوبها يحقق 80% من أهداف الثورة في اسقاط النظام.
ولكن، مع الأسف، فإن الجهات الداعمة للثورة تفرض شروطها وهي تقولها صراحة بأن الهدف هو ابقاء التوازن وليس تغلب طرف على الآخر، لذلك لا تدعم الجبهة الحاسمة في جنوب سوريا، لأنها تعرف ان هذه الجبهة التي تشكل 80% من مفاتيح النصر، وهو تمامًا ما اشار إليه العالم الإيطالي فيلفريدو باريتو في العلاقة بين الجهد والنتيجة 80/20.