مها أيوب.. رباها والدها على الثورة “حتى آخر نفس”

يناير 4, 2023

مقالات

“علمني والدي أن نكون أصحاب حق بما أنزل الله، لذلك ثُرنا منذ البداية”، تصف مديرة مكتب راعية الطفولة والأمومة في مدينة الرستن، مها أيوب مشاركتها في الثورة السورية، وتقول إن دور المرأة الثوري لم يأت من فراغ.

عملت أيوب كمديرة روضة أطفال قبل الثورة، لتتفرغ مع بعض مربيات الروضة، وتؤسس مكتب الرعاية الذي يهتم بالمرأة والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، أيار من عام 2012، ومنذ ذلك الوقت تعمل ابنة الكاتب الراحل عبد الرحمن الكنج أيوب، داخل المركز.

تنحدر أيوب من عائلة “ثائرة”، فهي أخت الناشط محمود أيوب، الملقب أبو سلطان، والذي قتل في الأيام الأولى لانطلاق الثورة السورية، إثر حملة النظام السوري على الرستن.

ويضم المكتب 19 شخصًا بينهم خمس نساء، يعملون بشكل تطوعي حتى اليوم، على تأمين مادة الحليب للأطفال دون عمر السنة، كما تقول أيوب لعنب بلدي، ويؤمّن المكتب الدعم والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة بكافة الفئات العمرية، كما يكفل 80 طفلًا يتيمًا بالتعاون مع مؤسسة “حمزة الخطيب”.

صعوبات جمة تحدثت عنها أيوب، أبرزها الحصار المفروض على الرستن وباقي مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، ما يمنع دخول المواد الغذائية والحليب والمستلزمات الخاصة بالمعوقين، وتضيف أيوب أن كادر المكتب يدفع مبالغ لتهريب تلك المواد بهدف مساعدة حوالي 1200 طفل رضيع دون السنة، و1300 معوّق، وفق سجلات المكتب.

“لولا دعم بعض الأشخاص وعملنا لكان الوضع أسوأ مما هو عليه، كسوء ما نعيشه يوميًا جراء القصف والبراميل والحصار”، تصف أيوب نموذج عملها وكادر المكتب وترى أنهم “أبطال مجهولون يقدمون لهؤلاء الناس إنسانيتهم قبل خدماتهم”.

تعرّض المكتب، كغيره من المراكز الحيوية في المدينة، للقصف مرات عدة، ما أدى إلى مقتل مربيتين عملتا فيه سابقًا، وهما المربية نوال بكور، والمربية مريم الدالي، وتشدد أيوب على استمرار عملها وكادر المكتب “حتى آخر نفس”، مؤكدة أنها تعرضت لتهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مرة.

وترى أيوب أن الرستن مدينة تستحق أن ينظر العالم الحر لها نظرة “تقدير وتبجيل”، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية بالنظر إلى أوضاع النساء والأطفال الذين يعيشون في المدينة.

تعمل النساء بشكل فردي ضمن المراكز والمنظمات المنتشرة في ريف حمص الشمالي رغم قلتها، بينما يرى أهالي المدينة أن أولئك النسوة يحملن من الإنسانية الكثير في جعبتهن، ليكنّ أعضاء فاعلات ضمن مجتمع يخنقه الحصار منذ سنوات.

 

المصـــدر

المزيد
من المقالات