رياض حجاب.. تسع سنوات على الانشقاق عن النظام السوري

يناير 4, 2023

مقالات

قبل تسع سنوات، وفي 6 من آب، أعلن رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، انشقاقه عن النظام السوري، إثر مغادرته الأراضي السورية إلى الأردن.

وجاء انشقاق حجاب حينها بعد أشهر قليلة من تعيينه في منصبه، خلفًا لعادل سفر، الذي تولى رئاسة الحكومة في نيسان 2011.

وقال المتحدث باسم رياض حجاب، محمد عطري، في حديث سابق إلى “الجزيرة نت”، إن حجاب تفاجأ باستدعائه من قبل بشار الأسد في حزيران 2012، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

شكّل انشقاق مسؤول بهذا الحجم والمنصب، ومغادرته البلاد بصحبة عائلته ومساعدة “الجيش الحر” إلى الأردن، صدمة سياسية للنظام الذي حاول تلافي حادثة الانشقاق عبر اتهام حجاب بالفساد، وإصدار قرار بإقالته إثر انشقاق الرجل أصلًا.

ولم تفلح محاولات النظام المتأخرة في تشويه السمعة السياسية لحجاب، الذي أسس بعد انشقاقه “التجمع الوطني الحر”، الخاص بالعاملين في مؤسسات الدولة بين 2012 و2015.

السياسة عن بُعد

بدأ حجاب حراكه السياسي على نطاق أوسع حين انتخب رئيسًا لـ”الهيئة العليا للمفاوضات السورية” في كانون الأول 2015، بأغلبية 24 عضوًا، مقابل ثمانية أصوات حصل عليها الرئيس الأسبق لـ”الائتلاف المعارض”، أحمد الجربا، من أصل 34 صوتًا، وذلك خلال اجتماع اللجنة العليا للمفاوضات في العاصمة السعودية الرياض.

وأعلن حجاب، في نيسان 2016، تعليق مشاركة “الهيئة العليا للمفاوضات” في محادثات جنيف، بسبب عمليات القصف والتجويع التي تستهدف قوات النظام السوريين بها.

وفي الشهر نفسه، دعا دول “مجموعة أصدقاء سوريا” إلى عقد اجتماع استثنائي في العاصمة الفرنسية باريس، لاحتواء التصعيد العسكري لقوات النظام وحلفائها.

والتقى حجاب بالرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، في باريس، في كانون الثاني 2016، مؤكدًا رغبة المعارضة بالتفاوض في ظل ظروف مناسبة لا تقصف القوات الأجنبية خلالها الشعب السوري.

كما التقى، في 30 من أيار 2017، بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أكد دعمه للمعارضة السورية، في لقائه الأول بمسؤول سوري منذ توليه الرئاسة.

حضور وغياب

“بعد مسيرة سنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة (…) أجد نفسي مضطرًا لإعلان استقالتي من الهيئة”، بهذه التغريدة التي نشرها عبر حسابه في “تويتر”، في 20 من تشرين الثاني 2017، أعلن رياض حجاب انسحابه من “هيئة التفاوض العليا” المعارضة، ليغيب عن المشهد السياسي لسنوات، ويعود في وقت سئم فيه السوريون تعدد التشكيلات السياسية والعسكرية والإدارية مع غياب أي تقدم في الملف السوري على أرض الواقع.

ولم يشغل حجاب أي منصب سياسي بعد استقالته من منصب منسق “الهيئة العليا للمفاوضات السورية” في عام 2017.

ووسط حراك سياسي متسارع في الملف السوري، تمثل بجولة أجراها وزير الخارجية الروسي إلى الإمارات والسعودية وقطر، بعد نحو شهر من فشل الجلسة الخامسة للجنة الدستورية، عاد المنسق السابق لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” إلى المشهد السياسي، في 11 من آذار الماضي، عبر لقاء جمعه بوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في الدوحة، بعد ساعات قليلة من قمة ثلاثية تركية- قطرية- روسية لبحث الأوضاع في سوريا.

ظهور حجاب ومقابلته عبر قناة “الجزيرة” القطرية، في ذلك الوقت، تركت انطباعًا بأن جديّة بدأت تفرض نفسها على الملف السوري، فرغم لقاء حجاب بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل رايبون، في 3 من آب 2020، بعد غياب ثلاث سنوات عن السياسة، حمل لقاؤه بتشاووش أوغلو شكلًا مختلفًا في ظل حالة من القنوط والإحباط جعلت القضية السورية تراوح مكانها، بالتزامن مع التوجه الدولي نحو قضايا إقليمية وعالمية أخرى، وعودة الثورة السورية والمطالبة بالانتقال السياسي إلى صدارة المشهد.

لكن عودة حجاب لم تكتمل، إذ سرعان ما غاب الرجل عن المجريات السياسية المتعلقة بالثورة السورية، بعد تأكيده على قيم وزخم الثورة خلال مقابلته عبر “الجزيرة”.

ولد رياض فريد حجاب في محافظة دير الزور عام 1966، وحاز على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، كما شغل منصب أمين فرع حزب “البعث العربي الاشتراكي” في دير الزور بين عامي 2004 و2008.

وعمل حجاب محافظًا للقنيطرة بين عامي 2008 و2011، ثم محافظًا للاذقية حتى نيسان 2011، حين عُيّن وزيرًا للزراعة في حكومة عادل سفر.

وكان المتحدث باسم رياض حجاب، محمد عطري، أكد لـ”الجزيرة نت” أن حجاب قبل تشكيل الحكومة واصل الاتصالات مع المعارضة و”الجيش الحر” بهدف ترتيب انشقاقه عن النظام السوري، الذي جرى بنجاح في آب 2012، عن طريق الحدود الأردنية.

المصـــدر

المزيد
من المقالات