“حالف يمين ما إحكي مع أي وكالة أو جهة صحفية لعام كامل حدادًا على الساروت”.. بهذه الكلمات اعتذر قاسم جاموس، المعروف بـ”صدى حوران”، عن اللقاء الصحفي مع عنب بلدي.
ابن مدينة داعل وحنجرة من حناجر الثورة السورية، صدح صوته في درعا منذ اندلاع الثورة السورية، وعرف بين أهلها بالمواويل والأهازيج الثورية المطرزة بفن حوران البلد، والمحرضة على التظاهر تنديدًا بجرائم النظام السوري.
لاحقًا، وعلى مدار سنوات عدة، شارك في كثير من المظاهرات بالمدينة محمولًا على الأكتاف في بعضها، وجنبًا إلى جنب مع الثوار في بعضها الآخر، محركًا بصوته الجهوريّ جموع المتظاهرين، فتعلو أصواتهم خلف صوته وتنتفض خلف هتافاته.
بقي في درعا إلى حين سيطرة قوات النظام السوري عليها، فنزح إلى مدينة إدلب التي جمعته بالمنشد والقائد العسكري عبد الباسط الساروت، فتشاركا لحن الألم في أمسيات الأناشيد الثورية، وغنيا لحماة وحمص ودرعا وغيرها من المدن السورية.
بعد انتقاله إلى مدينة إدلب استمر في قيادة أغلب المظاهرات هناك، ودعا للعديد من المظاهرات “المليونية” وما زال يُسمع صوته إلى اليوم كل جمعة، في المظاهرات التي يقودها.
يتوجه قاسم جاموس في بعض الفيديوهات التي ينشرها على حسابه في “يوتيوب” للسوريين داخل سوريا وخارجها، ناقلًا الوضع المأساوي في المدن السورية، ومتبنيًا فكرة استمرارية المظاهرات السلمية.
“المظاهرات تبني وطنًا” كما يقول، موضحًا أثرها في التغيير، فهي ما جلب الحرية للشعب التونسي، وهي المتنفس الأخير المتبقي في المناطق المحررة في سوريا على حد قوله.
“الثورة يلي يخونها..
ماله أصل ماله أحد”
تتميز أغاني قاسم جاموس من بين الأغاني الثورية بقوة الكلمات واللحن وجهورية الصوت، يحاول فيها توجيه رصاصات صوتية للنظام السوري وحلفائه.
“الله أكبر يا بلد”، أول أناشيد قاسم جاموس بعد رحيل الساروت، وكانت تجديدًا لـ”العهد الثوري”، وضوء “فلاش” وجهه على تخاذل العالم والقرارات الدولية بحق المدنيين في سوريا.
“سلام الله على إدلب”
لطالما شغلت إدلب ومأساتها عقول السوريين في داخل سوريا وخارجها، فكيف لا تشغل عقل من افترش أرضها وشرب من مائها، كذلك كانت إدلب لقاسم جاموس، ملاذ الفارّين من مختلف أنحاء المدن السورية الباحثين عن أمان مؤقت، فنالت قسمًا من أناشيده وكلماته.
آخرها كانت “سلام الله على إدلب”، سلامًا لإدلب وسلامة لأهلها من جروح تقاعس العالم ونسيانه لها، سلامة غناها قاسم جاموس مع محمد الساروت (ابن أخ عبد الباسط الساروت).
“هيهات أشوفك بعد هيهات”
رحيل عبد الباسط الساروت خلف جرحًا عميقًا في نفس قاسم جاموس كما وصفه، فأعلن الحداد بعد رحيله وغنى له شوقًا وألمًا فـ”هيهات أشوفك بعد هيهات” التي غناها الساروت لمن سبقوه من رفاق الدرب “الشهداء”، أنشدها له قاسم لتكون وداعًا لم ينتهِ بانتهاء اللحن والكلمات.