خمس سنوات مرت على قصف الحرم الجامعي في مدينة حلب شمالي سوريا، كانت كفيله بإثبات فشل المجتمع الدولي “المندد” في محاسبة المسؤولين عن المجزرة.
في 15 كانون الثاني من عام 2013، استهدفت طائرة حربية تابعة للنظام السوري دوار كلية هندسة العمارة في جامعة حلب والسكن الجامعي فيها بصاروخين اثنين، أسفرا عن مقتل 87 شخصًا على الأقل وجرح ما يزيد عن 160 آخرين، في حادثة شغلت المجتمع الدولي باعتبارها “انتهاكًا صارخًا” لسلامة المراكز التعليمية الحيوية.
وباعتبار أن ذلك اليوم كان يشهد تقديم أول مادة ضمن امتحانات الفصل الأول، كانت باحة الجامعة مكتظة بالطلاب حين قصفت طائرة من نوع “ميغ” حرم الجامعة.
النظام السوري تنصل حينها من مسؤوليته عن الحادثة، وسرد روايات عدة أهمها أن منفذ الهجوم طيار انشق بطائرته عن الجيش، وأخرى تقول إن الطائرة كانت ترفع علم “لواء التوحيد” التابع للمعارضة السورية، ليعيد ترتيب أقاويله برواية أخرى تقول إن الطائرة التابعة للنظام تم استهدافها بصاروخ حراري.
أما المعارضة السورية فلم تتبنَ الهجوم الذي صنف من بين “الأعنف” في تاريخ النزاع السوري، فيما استهجن المجتمع الدولي الحادثة مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عنها.
من بين الدول المستهجنة كانت الولايات المتحدة التي وصفت الهجوم بـ “الشنيع”، متهمة النظام بشن غارات جوية على جامعة شهدت احتجاجات شعبية ومظاهرات سلمية ضده مع انطلاقة الثورة السورية عام 2011.
ومع ذلك يعتبر قصف جامعة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، آنذاك، الأول من نوعه من حيث استهداف النظام لمناطق “آمنة” لا تحوي “إرهابيين”، وفق روايته.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، حينها، فيكتوريا نولاند، إن “الولايات المتحدة تشعر بالصدمة، وهي حزينة بسبب الهجوم الدامي الذي نفذه النظام السوري ضد جامعة حلب”.
وأضافت، في بيان تلته أمام الصحفيين عقب الهجوم، “حسب شهود، فإن طائرات نفذت غارات جوية على البنى التحتية للجامعة”، متوعدة المنفذين بالمحاسبة.
وما إن حدث التفجير وتمت لملمة أشلاء الجثث حتى وصل كادر قناة “سما” المؤيدة، وعلى رأسها شادي الحلوة، لينقل عبر أثيرها مسيرات طلابية مؤيدة لنظام الأسد ومنددة بما تشهده البلاد من “مؤامرات خارجية”.
وكغيرها من المجازر، وعلى اختلاف طرق تنفيذها، أفلتت مجزرة كلية العمارة في حلب من المحاسبة، وبقيت في تاريخ النزاع السوري اليوم “الأكثر دموية” بالنسبة لسكان حلب في مناطق النظام، تحت مسمى “طلاب كلية العمارة- شهداء العلم”.