منذ اندلاع الثورة السورية كان الطبيب الذي يعمل على إسعاف جرحى المظاهرات ممن يستهدفهم الأمن بالرصاص، هو أكبر عدو للنظام، وعلى قائمة المطلوبين لديه.
وكان من يحمل حقيبة طبية أو يحوز على القليل من الأدوية “أخطر على النظام ممن يحمل السلاح”، وفق ما يقول الناشطون، وكان المعتقلون من الممرضين والأطباء يلقون تعذيبًا “مضاعفًا”، وتطول مدة احتجازهم أكثر من البقية، حتى أن أبرز المعتقلين ممن قضوا تحت التعذيب في بداية الثورة كانوا من الأطباء الميدانيين، ابتداء بالطبيب صخر حلاق في حلب، إلى الطبيب نور مكتبي، والذي شكل أول فريق طبي ميداني متنقل في حلب.
وبعد تحرير مناطق واسعة من سوريا والانتقال إلى مرحلة تأسيس المشافي الميدانية، استهدف طيران النظام تلك المشافي، فخسرت الثورة عددًا كبيرًا من أطبائها الميدانيين ومشافيها، التي تحولت إلى ركام.
لم يكن النظام السوري وحده من حارب القطاع الطبي، فلم يلق هذا القطاع اهتمامًا دوليًا على عكس قطاعات مدنية، أخرى وجدت في قنوات رسمية، ومن دول أوروبية، دعمًا لتخفيف معاناة السوريين، وحتى المنظمات الداعمة وجهت دعمها بشكل مباشر للمشافي الميدانية، وهمّشت دور الحكومة المؤقتة ووزارة الصحة، ما نجم عنه دعمًا متقطعًا ومشتتًا.