18 أبريل, 2011

تشييع شهداء مجزرة باب السباع

باب السباع، حمص، سوريا

اعتصامات, مظاهرات

مظاهرة حاشدة في حي باب السباع بحمص تشييعًا لشهداء مجزرة باب السباع.

مظاهرة حاشدة في حي باب السباع في حمص تشييعًا للشهداء الذين سقطوا بعد ثلاثة أيام على جمعة “الإصرار”، فيما حصلت مجزرة عرفت باسم مجزرة “باب السباع”.

وفيما يروى عنها، مجزرة يوم الاثنين 18/4/2011، ارتكبها مئات من جنود الفرقة الرابعة وعناصر الاستخبارات الجوية والعسكرية، حين تجمعوا عند نادي الضباط في حمص لفضّ اعتصام عشرات الآلاف من الأهالي المصرّين على الخروج بالتظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام.

في ذلك اليوم المشهود، يوم التشييع العظيم من الجامع الكبير، الذي غرست أحداثه في ذاكرة الحماصنة، شيّع الأهالي ثمانية شهداء من الناشطين والمتظاهرين سقطوا برصاص قوات الأمن في حي باب السباع، إضافة إلى أربعة سقطوا في بلدة تلبيسة خلال إحدى التظاهرات. قام المتظاهرون بالصلاة في الجامع الكبير، واتّجهوا إلى مقبرة الكتيب، وسط أصوات التكبير والهتافات، عند الساعة الثانية من بعد الظهر. وبعدما انتهوا من دفن الشهداء، أراد بعض الشباب التوجه لإسقاط الصنم، (تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد)، فواجههم الأمن بإطلاق الرصاص، فسقط بينهم عدد من الجرحى، فاجتمعوا واتفقوا على أن يتوجهوا إلى ساحة الساعة، ولم يكن الحماصنة يعلمون بأن هذا اليوم سيغيّر تاريخ حمص إلى الأبد”.

في ذلك اليوم، أغلقت المدينة وأسواقها أبوابها بشكل كامل، واستجاب الجميع لنداء الحرية، كما لوحظ غياب تام لجميع عناصر الشرطة والأمن الذين اختبأوا خوفاً من طوفان الحرية في شوارع المدينة. بعدها، بدأ الشباب بتنظيم الاعتصام، وشكلوا مجموعات لتوفير الطعام والشراب وتوزيعها على الناس، ثم تم وصْل مكبرات الصوت والإضاءة، وبناء عدد من الخيم للمعتصمين، كان أكبرها لمشايخ حمص. شاركت كل حمص في هذا اليوم، وكسرت حاجز الخوف.

ومن أحداث ذلك اليوم، قام الشباب العُزّل بتشكيل مجموعات أمنية، وأقاموا الحواجز في المداخل الرئيسية للساحة لتفتيش المعتصمين والتدقيق في الهويات، ومنعوا إدخال العصيّ والأدوات الحادة، وقد أقيمت حواجز في شارع عبد الحميد الدروبي وتفرعاته، وعند شارع الدبلان وجورة الشياح، وكذلك من جهة الساعة القديمة، بينما رفعت اللافتات المناهضة للنظام.

في ذلك اليوم، وكما في كل أيام الثورة، إن أصوات الحرائر كانت متلازمة مع أصوات الرجال، وكانت مشاركتهن مهمة وفاعلة في اعتصام الساعة، إذ هتفن للحرية والشهداء والمعتقلين، ورفعن لافتات الحرية، كما قامت بعضهنّ بإحضار الطعام والشراب للمعتصمين وتوزيعه عليهم.

عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريباً، فتح المئات من عناصر الأمن والشرطة، المتمركزين عند نادي الضباط، النار على المعتصمين بشكل هيستيري، فسقط عشرات المعتصمين بين شهيد وجريح، فيما حاول الآخرون الفرار بكل الاتجاهات، ليطالهم كذلك رصاص قناصة قوات الأمن المنتشرين على المباني المرتفعة”. ساعتان متواصلتان من إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات، حتى لم يبقَ في ساحة الساعة وشارع الدبلان شيء إلا تحطّم، وفُضّ الاعتصام وأخليت الساحة من المعتصمين، بينما دخل عناصر الأمن والشبيحة للرقص على أشلاء الناس ودمائهم، بحسب رواية مَن نجوا من المجزرة.

استيقظت حمص على أصوات سيارات الإطفاء تغسل دماء شهدائها، بينما كانت قوات الأمن قد رفعت الجثث بالجرافات، ووضعتها بشاحنات لتدفنها في مقابر جماعية.