3 مايو, 2013

مجزرة رأس النبع

مدرسة رأس النبع, بانياس، سوريا

مجازر

مجزرة قام بها نظام الأسد في حي رأس النبع في بانياس راح ضحيتها قرابة 100 شخص بينهم نساء وأطفال.

في الساعة الخامسة بعد الظهر بتاريخ 2 أيار عام 2013 غادرت قوات النظام والميليشيات المرافقة لها قرية البيضاء في بانياس، بعد أن قامت بمجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 200 شخص من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وبعدها غادر معظم أهالي القرية الناجين دون أن يتمكنوا من دفن الضحايا، إلى الحي المسيحي وكنيسته، وإلى قرية المراح المجاورة المسيحية وكنيستها أيضاً، وإلى المزارع في وطى البيضاء والكهوف والمغاور والأحراش المجاورة.

في اليوم نفسه، قصفت مدفعية النظام السوري ورشاشاته الثقيلة حي رأس النبع في بانياس، وذلك رداً على ما قيلَ إنه إطلاق نارٍ تعرضت له إحدى حواجزه القريبة من الحي، ومنعت الحواجز أهالي الحي من مغادرته.

في اليوم التالي، الثالث من أيار/مايو، عاودت قوات النظام السوري اقتحام البيضاء شبه الخالية من سكانها، وتم نهب أغلب البيوت والمحلات في الأحياء التي كان يسكنها المسلمون السنة، وتدمير البنية التحتية ونهبها، ثم إحراق مئات البيوت بالكامل.

في مساء الثالث من أيار/ مايو أيضاً، اقتحمت قوات النظام حي رأس النبع، وأعدمت عشرات المدنيين من النساء والأطفال والرجال، من بينهم عائلات بأكملها، ونهبت وأحرقت عدداً من البيوت والمحلات.

في الرابع من أيار/مايو، سمحت قوات النظام لفرق الدفاع المدني والإغاثة والهلال الأحمر بالذهاب إلى البيضاء ورأس النبع، وتم تجميع الجثث المتناثرة في القريتين، ودفنها بشكلٍ جماعيٍ في حفرة بمقبرة القرية.

وثقت هيومان رايتس ووتش أسماء 167 شخصاً قُتلوا في البيضاء، بينهم 23 سيدة، و14 طفلاً. في حين وثقت أسماء 81 شخصاً قُتلوا في رأس النبع، بينهم 22 سيدة و29 طفلاً. أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد وثقت 264 شهيداً في البيضاء، بينهم 36 طفلاً و28 سيدة، و195 شهيداً في رأس النبع، بينهم 56 طفلاً، و43 سيدة. وتؤكد التقديرات وأعمال التوثيق والإحصاء التي أجرتها جهات أخرى، وروايات شهود العيان، أن الأعداد أكبر من ذلك، لكن توثيقها مستحيلٌ بسبب وجود عشرات المفقودين والجثث المحترقة بالكامل.

نزح الناجون من المذبحة إلى بانياس المدينة، وشمالاً إلى جبلة وجنوباً إلى طرطوس، لكن لم يُسمح لهم آنذاك بدخول المدينتين، فانتشروا على طول الساحل أياماً طويلة، ليُسمح بعدها للأهالي بالعودة تباعاً إلى رأس النبع، لكن السلطات لم تسمح وقتها بترميم البيوت التي أحرقت.