22 يوليو, 2012

معركة الفرقان “دخول حلب”

تل رفعت، حلب، سوريا

معارك

معركة أطلقها لواء التوحيد (العامل في ريف حلب) بقيادة عبد القادر الصالح لدخول حلب

في صبيحة يوم الأحد 22 تموز 2012 انطلقت معركة تحرير حلب، وأعلن لواء التوحيد عن بدء معركة الفرقان لدخول مدينة حلب. انطلقت المعركة من مدينة تل رفعت بقيادة عبد القادر الصالح، سالكين طريق تل رفعت- مارع- أخترين- حزوان وصولاً إلى أرض الحمرا ومساكن هنانو في الشمال الشرقي للمدينة، متخذين من مدرسة (سليم حج أحمد) في أرض الحمرا مقراً لهم، ومع بزوغ شمس ذلك اليوم الثالث من رمضان بدؤوا الانتشار في الأحياء الشرقية للمدينة.

بدأ الزحف والانتشار غرباً وجنوباً مترافقاً مع اشتباكات ضد قوات النظام الذي لم يكن له وجود كبير كجيش في تلك الأحياء وإنما اعتماده الأكبر على الأجهزة الأمنية والشبيحة وكانت أعدادهم كبيرة جداً، بمنزلة جيش مواز يحتل المدينة.

كان حي صلاح الدين حينذاك هدفاً للقائد العسكري للواء التوحيد، الشهيد أبو محمود، وكانت عدة أحياء لم تُحرر بعد تفصله عن حي صلاح الدين، وما إن تم الاتفاق بعدم تعرض أي طرف للآخر مع أحد أبرز زعماء شبيحة حلب، زينو بري، وكان في حي باب النيرب، وصل الشهيد أبو محمود إلى حي صلاح الدين.

ما إن انتشر الجيش الحر في أحياء حلب الغربية والشرقية، حتى جرى على الفور تشكيل غرفة عمليات ضمت قادة المجموعات المقاتلة وهم: الشيخ توفيق شهاب الدين، مهنا جفالة، أبو الصادق، أيهم عكيدي، والنقيب مصباح عجان الحديد، والنقيب حسام صباغ من المجلس العسكري. وكانت مهمة تلك الغرفة وضع الخطط العسكرية وتنظيم التعاون، والاستعداد للتصدي لهجوم معاكس لقوات النظام وقد بدأت حشدها في ملعب الحمدانية على أطراف حي صلاح الدين.

واصلت مجموعات الجيش الحر انتشارها في أحياء المشهد وسيف الدولة والإذاعة والزبدية وبستان القصر والكلاسة والسكري والأنصاري الشرقي والصالحين والفردوس وصولاً إلى حي العامرية جنوباً، كان ذلك تحت وابل قصف وحشي كثيف من مدفعية النظام وقذائف الهاون، كل ذلك كان خلال الأسبوع الأول، قبل أن يبدأ الهجوم المعاكس للنظام.

في الأثناء ذاتها كانت مجموعات لواء التوحيد تنتشر وتتوسع وتحرر الأحياء الشرقية وحلب القديمة زاحفة باتجاه الغرب والجنوب لتلتقي مع المجموعات الزاحفة باتجاه الشرق في معركة تحرير قسم شرطة الصالحين التي رفض رئيسه العميد علي نصرة الاستسلام وقاوم مع عناصره حتى قُتلوا جميعاً، ليتم وصل كل الأحياء المحررة ببعضها البعض من صلاح الدين غرباً إلى مساكن هنانو وأرض الحمرا شرقاً.

سبقت تلك المعركة معركتان كانتا الأشرس وبمنزلة الاختبار الجدي لعناصر الجيش الحر على قتال الشوارع والمدن التي تعتبر الأصعب لكل جيوش العالم المحترفة.

فبعد يومين من دخول لواء التوحيد المدينة، في الرابع والعشرين من شهر تموز وبعد السيطرة على مخفر شرطة مساكن هنانو، دارت رحى معركة ساحتها قسم شرطة الشعار الذي كان معززاً بعناصر من أقسام أخرى وعدد كبير من الشبيحة، استمرت لأكثر من ست ساعات سقط فيها العشرات من عناصر النظام وشبيحته صرعى، وأسر الآخرون وبينهم نائب رئيس القسم العقيد نضال الحوش المنحدر من محافظة درعا، والعقيد علي قاسم من مدينة السلمية.

يوم الثلاثاء 31. 7. 2012 كان يوماً ثقيلاً قاسياً على قوات النظام، ثلاث من أقوى المعارك في يوم واحد خاضها أبطال الجيش الحر، أشرسها تلك التي كانت مع شبيحة آل بري الذين نقضوا العهد والاتفاق، وحاولوا الغدر بجيشنا الحر.

 مع بروز ملامح النصر وتحرير قسم الصالحين طلب القائد العسكري للواء التوحيد من أحد قادة مجموعاته (أبو جهاد كبصو) التوجه مع مجموعته إلى قطاع المطار الذي يتعرض لضغط من قوات النظام، وأثناء مرور رتل المؤازرة من أمام مضافة زعيم الشبيحة في حلب زينو بري تعرضوا لكمين غادر ارتقى على إثره ثلاثة عشر شهيداً، أحد عشر منهم من مدينة تل رفعت، وهنا فار الدم في رؤوس القادة والمقاتلين وتنادى الجميع للثأر واستئصال هؤلاء الشبيحة، فكانت المعركة الأقسى والأطول والتي قتلت فيها أعداد كبيرة من الشبيحة على رأسهم زعيمهم زينو بري وتم أسر العشرات.

 

انتشر الثوار في أحياء حلب الشرقية، خلال عشرة أيام من شهر رمضان 2012 وكانت انتكاسة كبيرة للنظام، وقد بدأ بتجهيز العدة والعتاد، والجنود والشبيحة، مستقدماً نخبة قواته من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والقوات الخاصة، مدججة بسلاح نوعي، تجهيزاً لاستعادة ما خسره من حلب.