6 أغسطس, 2015

معركة لهيب داريا

داريا، دمشق، سوريا

معارك

معركة أطلقها ثوار داريا ضد نظام الأسد لفك الحصار عن المدينة والتقدم باتجاه مطار المزة.

بعد تحضير استمر سبعة أشهر، تسلّل عدد من مقاتلي الألوية المقاتلة في مدينة داريا (شهداء الإسلام، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام) عبر نفق تحت الأرض، ووصلوا إلى الأبنية المحيطة بمطار “المزة العسكري”، وسيطروا على منطقة الجمعيات، شمال غرب المدينة.

لهيب داريا هي المعركة التي انطلقت في 6 من آب 2015، وبدأت بتسلل مقاتلين من المدينة لمنطقة الجمعيات، تبعها اقتحام لأبنية بارتفاع سبعة طوابق تتمركز فيها قوات النظام، واستهدفوها مع من يساندها من مقاتلي “حزب الله” اللبناني وإيران، وسيطروا على كميات من الأسلحة المتنوعة والذخائر واستخدموها في الهجوم.

استغرق التحضير للمعركة سبعة أشهر من الحفر والتجهيز، وتأتي المعركة في سياق كونها خطوة متقدمة في مشروع فك الحصار عن المدينة، وإضعاف قدرات النظام العسكرية في مطار “المزة العسكري”.

استمرت المعركة لأيام في سلسلة عمليات، استهدفت منطقة الجمعيات التي تقع على بعد كيلومتر واحد من مطار “المزة العسكري”، وتعتبر استراتيجية للطرفين، إذ توفر أبنيتها المرتفعة ذات الطوابق السبعة، وعددها قرابة 100، رصدًا للأحياء المجاورة عبر القناصين.

كما تقترب منطقة الجمعيات من المستشفى الوطني والملعب البلدي، المطلين على مطار المزة العسكري بشكل مباشر.

وكانت قوات النظام سيطرت على منطقة الجمعيات مطلع عام 2013، مع بداية الحملة العسكرية على المدينة، وسط هجوم تزامن مع اقتحام منطقة الخليج وشارع المعضمية، وتحت غطاء ناري مكثف، مؤمّنة نطاقًا واسعًا أمام مطار المزة العسكري بتجريف مساحة واسعة من الأحياء المتاخمة.

شهدت المدينة بالتزامن مع معركة “لهيب داريا” استمرارًا للقصف من قبل قوات النظام السوري، التي كثّفت من استهدافها للمدينة.

وفي 7 من أيلول 2015، نشر المجلس المحلي في المدينة عبر “فيس بوك“، أن قوات النظام استهدفت الأحياء السكنية في المدينة بتسعة براميل متفجرة، إضافة إلى القذائف المدفعية والأسطوانات المتفجرة منذ بدء المعركة.

وبلغ حجم القصف على مدار شهر آب وحتى 7 من أيلول 2015، 429 برميلًا متفجرًا و126 صاروخًا من نوع “أرض-أرض” (فيل)، إضافة إلى مئات الأسطوانات المتفجرة والقذائف المدفعية.

وأدى القصف في الفترة المحددة إلى مقتل 38 شخصًا، وسط حصار عاشه الأهالي في داريا زاد على عامين ونصف إلى حين المعركة، إضافة إلى دمار البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصالات.

وكان يقطن في المدينة المحاصرة غربي دمشق قرابة عشرة آلاف مدني، ونزح عنها أكثر من 250 ألفًا نهاية عام 2012، تزامنًا مع حملة عسكرية لقوات النظام ضد مقاتلي الفصائل المتمركزين في المدينة.

 

خلال المعركة تم تحرير منطقة الجمعيات بالكامل مع قطاعات مهمة وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والاستيلاء على أسلحة وذخائر. كانت المعركة بمنزلة انتصار ليس لداريا فقط، إنما لكل المدن والبلدات التي كانت تعاني من حصار النظام لها وتضييق الخناق عليها.