28 أكتوبر, 2016

ملحمة حلب الكبرى

الحمدانية، حلب، سوريا

معارك

معركة أعلنتها فصائل المعارضة السورية لفك الحصار عن حلب

“الغضب لحلب”، تحت هذا الشعار استعدت فصائل الثوار والمعارضة من أجل البدء بمعركة كسر الطوق عن حلب، في معركة أُطلق عليها اسم “الملحمة الكبرى” شارك فيها ما يقرب من 4 آلاف مقاتل، من كل الفصائل، وتشكل فصائل جيش الفتح التي تدخل في تركيبتها هيئة تحرير الشام (النصرة) وأحرار الشام فيها رأس الحربة.

حذرت الفصائل المدنيين من الخروج من المعابر التي حددها النظام وروسيا، حيث تقتل قوات النظام كل من يقترب منها. وأعلن الدفاع المدني في حلب حالة الطوارئ بالمدينة وريفها الغربي، وطالب المواطنين في بيان بعدم التجمع خشية استهدافهم بالغارات. كما حذر مما وصفه «بخدعة المعابر»، مؤكدا مقتل العديد من المدنيين حاولوا العبور.

بهذا الشكل استعدت الفصائل لملحمة حلب الكبرى والتي تهدف لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

شنت الفصائل في اليوم الأول من المعركة هجوماً كبيراً على حواجز قوات النظام في ضاحية الأسد ومعمل الكرتون ومناشر منيان غربي مدينة حلب، استخدمت عدة مفخخات لضرب مواقع قوات النظام في ضاحية الأسد ومعمل الكرتون ومنطقة منيان، انتهى بتحرير ضاحية الأسد بشكل كامل ومعمل الكرتون ومناشر منيان وحاجزي الصورة وساتر المستودع، ليغدو الثوار في مواجهة مباشرة مع أكبر قلاع النظام العسكرية في حي الحمدانية والمتمثلة بالأكاديمية العسكرية.

وفي اليوم الثاني من المعركة شن الثوار هجوماً كبيراً من محور جمعية الزهراء في الشمال الغربي من مدينة حلب، دارت على إثره اشتباكات عنيفة بعد تمهيد مدفعي وصاروخي عنيف استمر لساعات، ليتقدم الثوار باتجاه “الفاميلي هاوس” و”بيوت مهنا” فيما تتواصل الاشتباكات بين كر وفر حول مزارع الأوبري الخط الدفاعي الأخير لمدفعية الزهراء.

تزامنت الاشتباكات غربي حلب مع اشتباكات عنيفة داخل المدينة انطلقت من الأحياء المحاصرة باتجاه حي صلاح الدين والعامرية، فجر فيه الثوار عدة مبان تتحصن فيها قوات النظام، كما قاموا بتفجير نفق أرضي في حي صلاح الدين راح ضحيته العشرات من عناصر قوات النظام.

وفي اليوم الثالث شن الثوار هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في مشروع 1070 شقة ومشروع 3000 شقة، ومن محور حلب الجديدة بعد سيطرتهم على بلدة منيان بالكامل وتمكنهم من دخول الأحياء السكنية لحلب الجديدة، تمكن خلالها الثوار من استكمال تحرير المباني في مشروع 1070 شقة بشكل كامل.

ومع انتهاء اليوم الثالث أعلنت غرفة عمليات جيش الفتح انتهاء المرحلة الأولى من معركة حلب الكبرى ببيان رسمي، متوعدة بمفاجآت كبيرة في المراحل القادمة، ومعلنة كلاً من أحياء حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة والحمدانية وسيف الدولة والعامرية وأحياء حلب القديمة وسوق الهال والمشارقة والإذاعة وصلاح الدين، مناطق عسكرية، يطبق عليها حظر التجوال منذ لحظة صدور البيان.

في المرحلة الثانية من المعركة “ملحمة حلب الكبرى” تمكنت الفصائل من السيطرة على كتل سكنية في حي حلب الجديدة، غربي مدينة حلب، وذلك بعد تدمير خطوط الدفاع الأولى لميليشيات إيران، عقب استهدافها بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، ليتم بعدها تنفيذ عمليتين استشهاديتين عبر تفجير عربتين مفخختين استهدفتا مواقع ميليشيات إيران في المنطقة، لتبدأ فرق “الانغماسيين” في جيش الفتح بالتقدم داخل الحي.

بموازاة ذلك، تمكن جيش الفتح وللمرة الأولى من التقدم داخل مشروع 3000 شقة قرب حي الحمدانية غرب حلب، وذلك بعد أن شن هجوماً واسعاً على مواقع وتمركزات ميليشيات إيران، عقب تفجير حركة أحرار الشام الإسلامية عربة مفخخة. وبذلك يعلن جيش الفتح انتهاء المرحلة الثانية ببيان رسمي وإطلاق المرحلة الثالثة من العركة تحت اسم “غزوة ابراهيم يوسف” للسيطرة على كلية المدفعية في حي الراموسة وباقي الكليات العسكرية في جنوبي حلب. وتلك قسة معركة أخرى أفردنا الحديث عنها في مقال سابق.