تنبني هذه الدراسة على حكايات هؤلاء المدمَّرين والمسحوقين الذين سعوا إلى لحظة صفاء ذاتي، وتحرر داخلي مُنع عليهم بلوغه. فمن خلال إبداعاتهم استطعت أن ألتقط نبضهم في أثناء وجودهم في السجن، وبعد خروجهم منه. فإذا كان بعض المعتقلين قد تمكنوا من الابتعاد عن حياتهم في السجن، فإن بعضهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا منها. فحريتهم قيّدت مستقبلهم، ومنحتهم راهنًا مثقلًا بالخيبة والألم. فالشعر الذي نظموه والنثر الذي كتبوه في فترة حبسهم هو الوثيقة الرئيسة لهذه الدراسة، إلى جانب ما صدر عنهم من قبل وأدى بهم إلى الاعتقال والسجن والنفي وحتى القتل. وسيجد القارئ أن القاسم المشترك بين الأدباء المثبت ذكرهم في الدراسة، هو البعد الإنساني المتوافر في حياتهم ومعاناتهم. وستضعه أشعارهم وسردياتهم، في قلب تجربة الأسر حتى ليشعر أنه يعيشها واقعًا حقيقيًا وليس مجرد كلام كُتب للقراءة