ضرب مدرّس مادة الرياضيات التلميذ الذي قام بحركة ما، لحظة كتابة المدرّس على السبورة. عرفنا في ما بعد، بعد أن اعترف المدرّس لحظة غضب، عن كيفية معرفته بحركة التلميذ فيما يدير ظهره لنا وهو يكتب على السبورة ذات اللون العسكري. كان مدرّس مادة الرياضيات يكتب بالطبشور ويراقب حركاتنا عبر البلور الموضوع على صورة حافظ الأسد المعلقة أعلى السبورة، كان حافظ الأسد عينَ وأذنَ المعلّم، وكان المعلم بمثابة حافظ أسد مصغّر داخل المدرسة (الشهيد جان حجار)، ذات الحائط الشاهق والباب الحديد المصفّح والمقفل، طيلة أوقات الدوام، بسلاسل حديدية ضخمة إلى جانب قفل كبير. غالبية المدارس كانت بأسماء الشهداء، شهداء لم نكن نعرفهم.