تشرّح الرواية من ألفها إلى يائها الواقع بعين الرافض له... بلغة متميزة وأحداث متشابكة توضح قدرة الروائي على الالتقاط وتوظيف الحدث بشكل احترافي في إطاره الزماني والمكاني، ففيها ثورة على كل شيء حيث تسكن روح شخصياتها وأحداثها المتداخلة. تحيلنا على الربع الأخير من القرن المنصرم، امتداداً إلى بداية أحداث الثورة السورية في سنتها الأولى وما تلاها من سنوات عجاف، وتضحيات ثم انتصارات وهزائم وانكسارات. ما يمكن وصفه أن (الموتى يلقون النكات) رواية سياسية واجتماعية بامتياز، ترصد الواقع السوري بشكل ذكي وسرد جميل معرجة على كثير من تفاصيله الاجتماعية والاقتصادية وحتى الجغرافية عبر مرورها على واقع الأحياء المهمشة "العشوائيات"؛ لاسيما تلك التي تحيط بالعاصمة دمشق..