هل يصح أمام مشاهد الموت والخراب والعنف غير المسبوق أن تسخر؟ تقدم نصوص هذا الكتاب إجابة قاطعة على هذا السؤال، نعم، وبكل تأكيد.، ثم تمضي أبعد من ذلك فتشدد على أن السخرية قد تكون الخيار الأمثل، للكشف عن التناقضات الحادة لا يمكن التقاطها بأي أسلوب آخر. مشاهد تكون في مجملها فيما يشبه السيرة الذاتية لكل من الكاتبين، لكنها سيرة الخيبة و الخذلان التي تتسع لتتجاوز شخصهما، وتشمل وطنا كاملاً نخره الفساد والقهر عقوداً طويلة، فلم يعد يجدي معه ترميم أو ترقيع، فكلا لا بد من ثورة تكشف عن الأسس المطمورة لتنبني فوقها من جديد.