إن ما يميز هذا الكتاب أنه بعيد عن تعقيدات الفلسفة على جمالها وأهميتها. بهذا المعنى، فهو يلامس بحيادية وبكلمات بسيطة ما عاشه المؤلف حقيقة وبالتالي فإن السوريين من الطبقة المتوسطة التي ينتمي إليها الكاتب، والذين يشكلون غالبية سكان سورية، ينطبق عليهم هذا الكتيب إلى حد بعيد.. حينما تم وصف طبائع الاستبداد في سورية، فإن أصبع الاتهام موجهة إلى الشعب السوري بعموم طبقاته وخصوصا تلك الطبقة التي انسجمت مع الأنظمة السورية المتعاقبة، وإلى المناخ الاجتماعي والديني الذي نسجه المجتمع حول نفسه وتآلف مع تناقضاته المذهلة ومن ثم إلى الثقافة الاجتماعية الرديئة التي بناها حول كل هذه التناقضات.