رسم الفنان السوري عزيز الأسمر، ابن مدينة بنش في ريف إدلب الشرقي، لوحة جدارية على أنقاض أحد المباني المدمرة، عنوانها “لا للعنصرية”، وعليها صورة الأمريكي المقتول من قبل الشرطة جورج فلويد، وذلك تضامنًا مع قضيته التي أشعلت الشارع الأمريكي وأججت مظاهرات.
وقال عزيز لعنب بلدي اليوم، الاثنين 1 من حزيران، إنه رسم جداريته لكي يدعو إلى السلام والمحبة في العالم، خاصة بعد أن ازدادت الموجة العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء.
وأكد عزيز أن ما دفعه للرسم هو ما أعاده فلويد، الذي مات خنقًا بقدم الشرطي الأمريكي، إلى أذهان المدنيين السوريين الذين قُتلوا خنقًا بعد ضرب النظام السوري لهم بالأسلحة الكيماوية.
وأراد عزيز أن يوصل رسالة إلى العالم من خلال هذه الجدارية بأن العنصرية موجودة في كل مكان، سواء كانت حيال العرق أو اللون أو الدين، وذلك ما يرفضه الرسام، متمنيًا زوال العنصرية بأشكالها.
وتشهد أمريكا احتجاجات لليوم السادس على التوالي بعد مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي (46 عامًا)، في 25 من أيار الحالي، بمدينة مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما ثبته شرطي على الأرض بوضع ركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبًا، بحسب وكالة “فرانس برس” الفرنسية.
وكان فلويد يعمل حارسًا في أحد مطاعم المدينة، وأوقفه عناصر الشرطة خلال بحثهم عن مشتبه به في عملية تزوير، بحسب “BBC“.
وتجري المظاهرات بينما تستمر أزمة انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في هذه الدولة الأكثر تضررًا به.
يركز ابن بنش (47 عامًا) في لوحاته على الأحداث الداخلية في سوريا والخارجية في الوطن العربي والعالم، ليوصل رسالة إلى الناس بأن القضايا التي يهتمون بها محقة، وستنتصر رغم كل العوائق،بحسب تصريح سابق إلى عنب بلدي.
وبالنسبة له فإن الثورة السورية والقضية الفلسطينية تشكلان محور اهتماماته وركيزة ريشته وألوانه، إضافة إلى الثورات العربية مثل: الثورة العراقية، واللبنانية، والسودانية، والمصرية.
كما يؤرخ عزيز الجرائم بالفن، ويلاحق حقوق الصحفيين، مثل حادثة إصابة عين المصور الفلسطيني معاذ عمارنة، على يد القوات الإسرائيلية، معتبرًا الإضاءة على هذه القضايا الإنسانية من واجبه.
ويعمل عزيز على بعث رسائله لتأكيد ما مفاده أن المجتمع السوري ليس بقعة مغلقة يسودها الجهل والتعصب كما تحاول كثير من وسائل الإعلام الترويج له، وتسعى جاهدة لخلق هذه الصورة النمطية السلبية تجاهه.
وحصل عزيز أسمر على شهادته الثانوية العامة في عام 1991، ليسافر بعدها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ويعمل هناك في دار للنشر لأكثر من 20 عامًا.
ترك الأب ذو الثلاثة أطفال عمله في لبنان بعد سماع الصيحة الأولى المنادية بكلمة “حرية” في عام 2011، ليلتحق بالثورة.
يجتمع عزيز مع عدد من الشعراء والرسامين والنحاتين والإعلاميين في مرسم متواضع بمدينة بنش، لمناقشة الأفكار والقضايا والرسومات، ويترأس هذا الفريق الرسام والنحات أنيس حمدون، الذي يملك خبرة سنوات طويلة في هذا الفن.
–